أشارت صحيفة "الجمهورية" الى أن "أوساطا دبلوماسية ناشطة تساءلت عن سبب تغييب ملف المطرانين المختطفين عن مفاوضات جنيف2 في الوقت الذي برز وبقوّة ملف راهبات معلولا في المحادثات الجانبية والعلنية في الاجتماعين الاول والثاني من المؤتمر، كذلك برز ايضاً ملف الاب باولو دالوليو؟"، لافتة الى أن "شخصية دبلوماسية بارزة تابعت أعمال مؤتمر جنيف2 من الداخل، إذ حضرت الى هناك خصّيصاً لتحريك ملف المطرانين وإدراج قضيّتهما على طاولة المفاوضات، وهذه الشخصية تنتمي الى "مجموعة أصدقاء مار غريغوريس" القريبة من المطران ابراهيم، وهي ناشطة في أميركا وانكلترا والعالم العربي ولم تتوقف عن الإضاءة على ملف المطرانين المختطفين منذ بدايتها، وهي تضمّ اساتذة جامعات في اميركا وانكلترا والمانيا وشخصيات دبلوماسية نافذة من اصول عربية واجنبية. وقد دعت هذه المجموعة الأخضر الابراهيمي الى مؤتمر "ليخنشتاين" في أميركا وحَضّته على متابعة ملف المطرانين، فوعدها في محادثات جانبية بأنه لن يدع ملف المطرانين وسيعمل عليه شخصياً، وقال حرفياً: "لقد تألمت من قلبي لما حدث في قرية معلولا، وتألمت أكثر بعد اختطاف المطرانين ولم اكن ادري انّ هناك مسيحيين حقيقيين في المشرق العربي الّا بعد ان رأيت حماستكم وإصراركم على النضال في سبيل حريتهم".
وتابعت "وقد تفاجأ الابراهيمي بعدد أصدقاء المطرانين، كذلك تفاجأ بالاصدقاء المشتركين بينه وبينهما، إذ إنّ من ضمن هذه الشخصيات بعض الأصدقاء القريبين منه ومن المطران ابراهيم، وقد اختلى بهم طويلا ليزوّدوه بكلّ التفاصيل عن قضيتهما. ذهب الابراهيمي الى جنيف وهو مُشبع بملف المطرانين، على حد قول "مجموعة أصدقاء مار غريغوريوس"، إلّا انه تفاجأ كمندوب المجموعة هناك عن تغييب هذه القضية في المفاوضات. غير انّ المندوب نجح في تمرير رسالة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يسأله فيه عن سبب عدم تطرّق مؤتمر جنيف ـ 2 الى قضية المطرانين المختطفين، عارضاً احدى محاضر الجلسات قائلاً: "في الاجتماع الاول سُئل نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد عن مصير المطرانين فتجَنّب الاجابة، ولكن عند الالحاح أجاب: "لا نعرف".
بدوره، تكلّم وزير الخارجية وليد المعلم في بداية المفاوضات، فذكر فقط قضية راهبات معلولا ولم يأت على ذكر المطرانين. أما رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا فقد ذكر الاب اليسوعي المختطف بابولو دالوليو وأشاد به مُعلناً انه فور تحرير دالوليو من الأسر سيعيّنونه وزير خارجية في الحكومة المقبلة!!!".
واستطرد الصحيفة "امّا المحيّر فيبقى شهادة المعارض ميشال كيلو الذي اعلن بعد شهر من اختطاف المطرانين أنّ القوات الجوية السورية هي المسؤولة، وحين كُشف أمرها سلّمتهما الى جهة مقرّبة منها. لكنّ كيلو التزم الصمت خلال مؤتمر "جنيف 2" عند سؤاله عن المطرانين، قبل أن يتهم أمس الأول، خلال مقابلته مع مراسلة "الجمهورية" من جنيف، ابو عمر الكويتي الايراني الذي يقود كتيبة شيشانية تضمّ 200 شخص، بخطف المطرانين ليسَلّما بعدها الى النظام!!".
وأوضح المطران إيلاريون كبوجي الذي حضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر لـ"الجمهورية"، انه "لم يمَثّل في حضوره لا المعارضة ولا النظام، بل ذهب كأب روحي للمباركة "لأنّ الاب يبني ويبارك، وإن لم يبن الرب البيت فعبثاً يتعب البنّاؤون".
وعن ملف المطرانين أعلن كبوجي انه في صدد مسعى قريب "قد يسهم في الوصول الى شيء ملموس في هذه القضية". ولم يشأ كشف أيّ تفاصيل عن هذا المسعى.
بدوره، تساءل المطران متى الخوري عن سبب تغييب قضية المطرانين عن مفاوضات جنيف2، كاشفاً اننا سَنترَيّث الى جولة المفاوضات المقبلة "فإذا استمر المتفاوضون في تغييب هذه القضية سنتحرك".
وعن معرفته بوجود أيّ دليل مادي أو تسجيل صوتي للمطرانين، أوضح الخوري أنه "اذا فرضنا انّ هذا التسجيل حقيقي وقد حصل منذ عشرة أشهر فهو لا يكفي، لأنه قد يكون أصابهما مكروه منذ عشرة اشهر حتى اليوم، ولذلك نطالب بدليل حسّي آنيّ". وأشار الى "أن لا جديد لدينا حتى الساعة، وقد وضعنا هذا الملف أمانة في عنق اللواء ابراهيم عباس الذي يتواصل معنا دائماً".
واتصلت "الجمهورية" بعائلة المطران إبراهيم في الولايات المتحدة التي طمأنت أنّ "جهات أمنية لبنانية اكدت لها أنّ المطرانين على قيد الحياة حتى الساعة، وهما موجودان في ريف حلب، لكنها لم تكشف عن وجود شريط مصوّر او دليل حسّي يؤكّد كلامها".
وذكرت العائلة أنها "اجتمعت في نيويورك مع المندوب السوري في الامم المتحدة الدكتور بشار الجعفري، وكذلك اجتمعت مع عدد كبير من الأعضاء النافذين في مجلس الشيوخ الاميركي الذين وعدوا بمتابعة الملف".
وتساءلت بعض الأوساط المسيحية عن سبب عدم مشاركة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام في محادثات جنيف2 كونه متابعاً سياسياً، وقد زار مجلس العموم البريطاني ولاحق القضايا المسيحية الشائكة في فلسطين والعراق.