اتخذ نائب الأشرفية نديم الجميل قراره في وجه «محاولات الهيمنة» على حزب الكتائب. حُسم الأمر: «سيتحرك بقوة، في كل المناطق وعلى المستويات كافة»، كما تنقل عنه مصادر مقربة منه. وتضيف انه «لن يسمح بعد اليوم بالسيطرة على الكتائب وتحويلها من مؤسسة الى حزب يدين بالولاء الأعمى لشخص واحد، من دون اي اعتبار لمبدأ المشورة والمؤسسات الحزبية».
لم يعد «ابن بشير» يخفي عتبه على الحزب، وعلى ابن عمه سامي. ومحاولات الكتائبيين التخفيف من أهمية الاخبار المتداولة عن الخلافات بين الشابين، وخصوصاً في شأن تعيين رئيس لمنطقة الرميل الكتائبية، لم تعد تجدي نفعاً. تؤكّد المصادر ان نديم لن يلتزم الصمت بعد الآن، وهو «بدأ المعركة لرد الكتائب الى السكة السليمة». وفي هذا السياق، علمت «الاخبار» أنه أرسل مذكرة الى الامانة العامة للحزب، يطلب فيها توضيحاً لبنود جدول أعمال المؤتمر العام الذي سيُعقد مطلع نيسان المقبل، «وخصوصاً ما يُحكى عن تغيير النظام الداخلي وتعديله لجهة تقصير المهل الزمنية لتولي المسؤوليات الحزبية»، لكون التفاصيل المرتبطة بالمؤتمر «لا تزال مجهولة حتى الساعة».
ينقل زوار النائب الشاب عنه رفضه الاتهامات الموجهة إليه بأنه «إجر في الفلاحة وإجر في البور»، وبأنه حائر بين قواتيته وكتائبيته. استناداً الى المصادر، يؤكد: «أنا كتائبي أولاً واخيراً، ومن كانوا يعاتبونني يفاخرون اليوم بأن وزراء الكتائب يمثلون القوات» في الحكومة. ويذكّر بـ «العلاقة الوطيدة التي كانت تربطه مع ابن عمه بيار، وكيف قررا العودة الى الكتائب لاستعادتها واعادة بناء الحزب الذي صنع رئيسين للجمهورية».
ينبع عتب نديم من «الاستئثار بقيادة الكتائب وادارتها بطريقة فردية كأنها مؤسسة خاصة». يشير الى انه «كان قد وطّن نفسه على التزام قرارات قيادة الحزب»، لكن ما يجري «تجاوز كل الحدود»، من النقاشات حول قانون الانتخاب «وما تخللها من تناقضات في مواقف الحزب»، الى تأليف الحكومة الجديدة. ينقل مقربون من نديم عنه تساؤله: «هل يُعقل ان يعيّن وزير من الاشرفية لا يعرفه أحد من أبناء المنطقة؟ ومع الاحترام الكبير لسجعان القزي ورمزي جريج، هل يعقل ألا يعرف ايلي ماروني وسامر سعاده ونديم الجميل ولا أي من اعضاء المكتب السياسي أو المجلس المركزي اياً من اسماء الوزراء الا عبر وسائل الاعلام؟»، كما يستذكر محاولة تعيين رئيس لاقليم الرميل الكتائبي من دون الاتصال به أو التنسيق معه في منطقة تدخل ضمن اشرافه وحركته السياسية.
بحسب المصادر نفسها، «لم يعد في امكان نديم السكوت عن هذه التصرفات، لأنها تدل على محاولات لإلغائه وازاحته عن الخريطة السياسية». و«الأسوأ هو ما يجري حالياً من إعداد للمؤتمر العام. إذ إننا نتجه الى عقد المؤتمر من دون أن نعرف لا جدول اعماله ولا ماذا يتضمن من كلمات، ولا المطلوب من المحازبين والمندوبين». وتنقل المصادر عن نائب الأشرفية الشاب إيمانه بأن مؤتمراً كهذا «ليس الا الخطوة الاخيرة قبل سقوط الكتائب في دوامة الشخصانية والزعامة الاحادية، من دون إقامة أي اعتبار للمؤسسة الحزبية وتقاليدها وعاداتها في المشورة وتداول السلطة». «فتى الكتائب» لن يسمح بذلك، ولن يغادر الحزب، «بل سأواجه هذه الممارسات تحت سقف القانون الحزبي، لأنني اريد للكتائب أن تكون على مستوى طموحات الشباب».