أشارت صحيفة "الوطن" السعودية إلى أنه "فيما كشفت معلومات استخباراتية من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تحدث عنها دبلوماسيون من تلك الدول أن النظام السوري مازال يمتلك القدرة على استعمال مزيد من الأسلحة الكيماوية ونشرها، الأمر الذي يعزز ما يقال عن استخدام النظام غاز الكلور في الفترة الأخيرة ضد معارضيه، راحت روسيا – عن بعد – تدافع عن النظام مؤكدة في تصريحات رسمية أول من أمس أن "الاتهامات الموجهة لدمشق باستخدام غاز الكلور في هجماتها مفبركة"، إلى ذلك تنوي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بعد الأخبار المتوالية عن استخدام النظام السوري لمواد كيماوية إرسال بعثة لتقصي الحقائق بشأن هجمات غاز الكلور".
وأوضحت الصحيفة أن "لا دخان من غير نار، والأرجح أن هذا التصعيد الإعلامي في الأخبار ضد النظام السوري وكذلك المعلومات الاستخباراتية لم تأتِ من فراغ، بل بنيت على معلومات وأسباب وحيثيات ووقائع أدت إلى التحرك لمواجهته من قبل الدول الكبرى التي يفترض أنها تقود المجتمع الدولي وتمثله في مجلس الأمن بحكم عضويتها الدائمة فيه".
ورأت أن "استماتة الروس في الدفاع عن النظام السوري تثير الريبة كما كل السلوكيات الروسية السابقة المقاربة في حالات مشابهة. فما الذي يدعو الروس لمواقف كهذه غير مبنية على حقائق منطقية؟ إذ إن روسيا تنفي لمجرد النفي وتدافع عن النظام السوري لتبرير دفاعها عنه منذ بدء الأحداث، كي لا تهتز صورتها لو تبيّن أنها كانت تدافع عن باطل، غير مدركة أن صورتها قد اهتزت وانتهى الأمر لدى العالم بأسره خاصة الدول العربية.
روسيا من حيث المبدأ تواجه أزمتين في كل من القضيتين السورية والأوكرانية، وهي تحاول أن توازن بين موقفيها هنا وهناك، واستمرار مواجهتها للدول الغربية هنا يقابله استمرار هناك، مما يشير إلى أنها أخذت تتخبط سياسيا ولم تدرِ أي وجهة تقصد، ولذلك آثرت الثبات على ما هي عليه حتى لو كان ذلك باطلا، من غير تقدير لما يسفك من دماء لقاء ذلك الثبات. لذلك لا بد من ضغط دولي لإرسال بعثة تقصي الحقائق لتأكيد ما إذا كان النظام السوري قد التزم بتعهداته ولم يستخدم غاز الكلور مؤخرا، ولو ثبت الاستخدام، هل ستوقف روسيا دفاعها عن النظام السوري؟".