أشارت صحيفة "الراية" القطرية الى أنه "رغم أهمية القرارت التي خرج بها اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا خاصة فيما يتعلق بدعم المعارضة السورية ووصف الانتخابات الرئاسية التي سيجريها النظام بالمهزلة، إلا أن المطلوب ليس بيانات إدانة وشجب وإنما العمل الجاد والسريع من أجل إنهاء الأزمة السورية بوقف نزيف الدماء وتحقيق تطلعات الشعب السوري المشروعة في التغيير"، معتبرة أن "هذا لن يتم إلا بتجاوز مجلس الأمن الذي وضح أنه عاجز تماماً في مواجهة الأزمة بسبب الفتيو الروسي والصيني ولذلك فإن اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا الذي عقد أمس بلندن يجب أن يكرس لمرحلة جديدة لمواجهة النظام السوري الذي وضح أنه لن يرضخ للحل السلمي إلا بأسلوب جديد يقوم على فرض حظر جوي وأرضي لمنع قوات النظام من قصف ومحاصرة المدن وعرقلة عمليات الإغاثة الإنسانية".
ولفتت الصحيفة الى أن "الأزمة السورية دخلت نفقاً مظلماً بسبب إصرار النظام على إقامة الانتخابات الرئاسية من جهة واحدة ومن خلال تأكيد الحل الأمني الأمر الذي أدى إلى تفاقمها وتفاقم المعاناة الإنسانية للشعب السوري الذي بات أكثر من 9.3 مليون منه ما بين نازح ومشرد بالداخل أو لاجئ بالخارج ولذلك فليس أمام أصدقاء الشعب السوري سوى التحرك السريع والفعال لفرض واقع جديد عبر التدخل لخلق ملاذات آمنة تمنع فيها التحرك العسكري لقوات النظام جواً وبراً لحماية المدنيين".
وذكرت أنه "من المهم أن تدرك دول مجموعة أصدقاء سوريا أهمية تغيير الواقع على الأرض وأن ذلك يتطلب أيضا تحويل الالتزامات بزيادة دعم المعارضة السورية عسكرياً ومادياً إلى واقع عملي بتسريع إرسال الأسلحة التي وعدت بها بعض الدول باعتبار أن تغيير هذا الواقع عسكرياً لمصلحة المعارضة السورية يجبر النظام على التراجع عن فرض لاءاته ومن بينها الإصرار على قيام الانتخابات الرئاسية التي أكد المجتمع الدولي أنها غير شرعية وأنها مجرد مهزلة مزيفة للديمقراطية أراد النظام من خلالها السخرية من المجتمع الدولي عبر انتخابات صورية نتيجتها معروفة سلفاً للجميع".
وأكدت أن "المجتمع الدولي وفي مقدمته مجموعة أصدقاء سوريا، أمامه خيار واحد لا بديل له وهو إنقاذ الشعب السوري من هذا النظام، خاصة بعدما تأكد للجميع أنه لا يسعى للحل وإنما يعمل بكل قوة لتأزيم الأزمة وتجذيرها بالإصرار على الحل العسكري وإقامة الانتخابات الرئاسية والتخلي عن مقررات مؤتمر "جنيف1" ولذلك فقد بات لزاماً على أصدقاء سوريا مباشرة مسؤولياتهم بعد القرارات الإيجابية التي صدرت عن اجتماع لندن لإجبار النظام على وقف فوري لإطلاق النار ووقف الانتخابات الرئاسية والعودة للحوار وفقاً لمقررات "جنيف1" وأنه بغير تفعيل القرارات وتحويلها إلى أرض الواقع، فإن النظام لن يرضخ وسيعمل بكل قوة على تنفيذ مخططاته".