رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت، أنه "يفترض إذا كانت الأمور تتجه نحو انفراجات إقليمية، فإنها قد تنعكس إيجاباً على لبنان، لكن يبدو أن الأجواء ليست في هذا الاتجاه، ما يُبقي الأزمة الداخلية تراوح في عدة ملفات منها، الانتخابات الرئاسية والمخطوفين وغيرهما، بحيث أنه لا يزال هناك تعنت من جانب فريق "8 آذار"، الذي يصعب الأمور ويعقدها للحصول على مكتسبات أكثر، وبالتالي فإنني أخشى أن يربط الملف اللبناني أكثر بالملف السوري الذي ما يزال يتفاعل وقد يطول تفاعله، ما يعني أن الأزمة اللبنانية قد تطول ارتباطاً بالأزمة السورية، سيما أن "حزب الله" وحلفاءه يحاولون ربط الملف اللبناني بما يجري في سوريا بهدف إعادة تعويم النظام السوري وهذا أمر لا يمكن القبول به، خصوصا بعد المجازر التي ارتكبها بشار الأسد ضد شعبه، ولذلك فإن هذا النظام غير قابل للحياة ولا يمكن أن نقبل بإعادة إحيائه أو التواصل معه مجدداً، لأننا نعرف جيداً أن إيران تستخدم سوريا ولبنان كأوراق في اللعبة الإقليمية".
ولفت فتفت في حديث صحفي، إلى أن "التطورات العسكرية الميدانية التي شهدتها الساحة السورية والعراقية في الساعات الماضية، بعد بدء حرب التحالف الدولي ضد الإرهابيين، لن تترك انعكاسات سلبية على الأوضاع الداخلية، لأن لبنان ليس منخرطاً بشكل مباشر في التحالف الدولي ضد "داعش"، باعتبار أن مشاركته كانت شكلية فقط، إلا إذا طلب من القيادة العسكرية للتحالف ضرب الجماعات الإرهابية المتواجدة على الحدود والتي قد تعرض الأمن اللبناني لمخاطر لا يمكن السيطرة عليها"، معتبراً أن "هناك تضخيماً كبيراً للحديث عن وجود عناصر تابعة لـ"داعش" و"النصرة" في طرابلس والشمال"، مشدداً على أنه "ليس هناك احتضان شعبي لهذه المجموعات الإرهابية، لا بل على العكس فإن الفكر المعتدل هو الأقوى بكثير، ولذلك لا أرى إمكانية لقيام أي تحرك لهذه المجموعات، كما في العراق وسوريا لأن ليس هناك مقومات لذلك".
ورأى أنه "من السابق لأوانه الحكم على نتائج اللقاء السعودي الإيراني ولا بد من الانتظار لمعرفة طبيعة ما سيثمر عنه الاجتماع بين وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف"، لكنه لفت إلى أنه "لو كانت هناك نوايا إيجابية عند الجانب الإيراني، للمسنا ذلك من خلال تسهيل انتخاب رئيس الجمهورية في جلسة الانتخاب، وهذا يعني أن الفريق الإيراني ما زال مصمماً على عدم تقديم تنازلات على الساحة اللبنانية التي يحاول ربطها بالملف السوري".
وأوضح أن "بعض قوى "8 آذار" لم يقرأ جيداً ما حصل في اليمن، بعد الاتفاق الذي جرى بين الرئيس اليمني والحوثيين، غداة اللقاء الذي جمع الإيراني والسعودي، لأنه حتى الآن لا نعرف جيداً ما حصل في اليمن بكافة تفاصيله".