لفت الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي طنوس نعمة خلال ترؤسه رتبة سجدة الصليب في جامعة الروح القدس – الكسليك الى أن "الأحداث التي ترافق آلام يسوع، رافقت أجيالا وأجيالا من البشر، وجعلت المؤمنين يتأملون فيها، فيفهمون عمق سر الألم والموت، عمق سر الحياة على الأرض، وعمق سر محبة الله لكل إنسان، وعمق سر القيامة".
واوضح إنها "أحداث من الإنجيل، إنها من فرح الإنجيل. ليست هذه الأحداث روايات خارجة عن دائرة حياتنا، وكأنها فقط تذكر لأمور قديمة حصلت، بل هي تعنينا مباشرة، وكل مؤمن مدعو إلى أن يجعلها تتجلى في حياته، ومرة جديدة اليوم، نقف أمام سر الصليب، في يوم الجمعة العظيمة، وبنا شوق للتأمل في يسوع الذي أحبنا حبا كبيرا. فترتسم أمام عيوننا لوحة بستان الزيتون، حين تم إلقاء القبض على يسوع وسوقه إلى الحكم فالآلام والموت. في تلك اللوحة ثلاثة مشاهد، مشهد ضجيج الآتين يلقون القبض على يسوع من جهة، ومشهد التلاميذ الهاربين من جهة أخرى، وبينهما المشهد النبيل ليسوع الرب".
وشدد على أن "صلاتنا اليوم هي الا نخاف من صخب الحروب وأحداث الحياة، بل أن نعي أن الله يرعى التاريخ، وأن علينا الا نكون من الظالمين، بل أن نكون من دعاة الخير والصلاح والمحبة فنزرعها أينما حللنا، لأن الله هو المنتصر وهو سيد التاريخ ولا يقوى أي إنسان أو أي حدث عليه. إنه منطق الإيمان الذي يقوينا ويجعلنا واقعيين في مسيرتنا الحياتية".