افادت صحيفة "الأخبار" أنه "في إحدى البرقيات المسربة من "ويكيليكس" والمواكبة للأوضاع السياسية والأمنية بعد مجزرة إهدن نقلت السفارة الأميركية بعض المعلومات حول علاقة السوريين بآل فرنجية وبسليمان الجدّ تحديداً، تحت عنوان "سوريا وآل فرنجية". إذ نقل السفير الأميركي في بيروت حينها ريتشار ب. باركر عن "أحد المطّلعين من أفراد عائلة بولس في زغرتا وإهدن" أن عبد الحليم خدّام، أبلغ سليمان فرنجية وقياديين زغرتاويين بأنه "يجب على الرئيس الياس سركيس أن يتخذ موقفاً حازماً ضد الميليشيات المسيحية وإلا ضاع".

وأوضح الوثيقة انه عندما أعلن الرئيس سركيس نيّته الاستقالة لم يعارض السوريون. لكن، عندما علم فرنجية بردّة فعل السوريين تلك، اتصل بالرئيس السوري حافظ الأسد وطلب منه، طلباً شخصياً، بأن يهاتف سركيس ويطلب منه البقاء في منصبه وإلا عمّت الفوضى في لبنان|". وافق الأسد على طلب فرنجية، وأرسل موفداً من قبله لإبلاغ سركيس بذلك، كما تفيد البرقية، لكن فرنجية عاود الطلب من الرئيس الأسد وأصرّ "على أن يتصل الأخير بسركيس شخصياً"، فلبّى الرئيس السوري طلب فرنجية واتصل بنفسه بسركيس.

البرقية تفيد بأن السوريين كانوا أعلموا فرنجية أنهم يريدونه هو لمنصب رئاسة الجمهورية، لكنه ردّ بأن ذلك "مستحيل دستورياً"، وشرح للسوريين أن "هناك نفوراً كبيراً بينه وبين الكتائب الذين يمثلون أكثرية المسيحيين. لذلك لا يستطيع أن يحكم".

وذكرت البرقية ان فرنجية، كان قال إنه على الرغم من كونه مديناً للسوريين الا أن الدين قد انتهى بعد الأذى الذي تسبب به السوريون له من خلال حادثتين، الأولى مجزرة الروم الكاثوليك في البقاع والثانية قصف بيروت. وهذا لم يحوّل الانتباه عن مجزرة إهدن فحسب، بنظر فرنجية، بل أدّى أيضاً الى انتشار معتقد عند اللبنانيين بأنه هو وراء الحادثتين، وهو يخطط لانتقام سياسي وليس لثأر شخصي من الكتائب".