بعد ساعات قليلة من الهجمات الإرهابية في باريس، سارع الكيان الصهيوني لبثّ حملة دعائية وإعلامية واسعة في فرنسا، تدعو يهود "بلاد مئة نوع من الجبنة" للهجرة إلى الدولة العبرية، لأنها الأكثر أمناً وهدوءاً، وفي نفس الوقت بادر الإرهابي بنيامين نتنياهو إلى توجيه كتاب إلى وزارة خارجيته يدعوها لتطلب من السلطات الفرنسية تعزيز الإجراءات الأمنية حول المنشآت والمؤسسات والمصالح "اليهودية الفرنسية"، خشية من تعرضها لاعتداءات، محاولاً بذلك أن يظهر حرص تل أبيب على مصالح اليهود في العالم.
في هذا الوقت، يعلن وزير الأمن الصهيوني موشيه يعالون أنه "لا قلق إسرائيلي من داعش"، لأن هذا التنظيم الإرهابي "غير معني إطلاقاً بالمواجهة مع الدولة اليهودية، رغم وجوده القوي في سورية وسيناء".
هل من تناقض بين موقفي المسؤولَيْن الصهيونيَّين؟
واضحة الإجابة هنا؛ أن الإرهاب التكفيري والإرهاب الصهيوني وجهان لعملة واحدة، وبالتالي هو في أحد أوجهه طمأنة للداخل الصهيوني في فلسطين المحتلة، أن إرهاب "داعش" و"القاعدة" وأخواتهما لن يستهدف الكيان المحتل، ودليل ذلك التنسيق التام لتل أبيب مع السعودية والولايات المتحدة في الحرب على اليمن، خصوصاً في المعارك على باب المندب، الذي يهدف أيضاً للتضييق على مصر، والذي قد يصل إلى حد وقف الملاحة في قناة السويس، والتنسيق التام مع المجموعات الإرهابية على حدود سورية الجنوبية، وتلقي جرحى التنظيمات المسلحة كل الرعاية والاهتمام في المشافي الصهيونية.
أما الوجه الآخر، فهو محاولة لوقف الهجرة المعاكسة من الكيان الصهيوني جراء الانتفاضة الفلسطينية، التي جعلت كل مستوطن يعيش حالة رعب قاتلة من سكين أو حجر فلسطيني.
المسؤولون الصهاينة يبشّرون الأوروبيين وفق "استخباراتهم العسكرية" بأن المزيد من الهجمات الإرهابية ستحصل، ليس في فرنسا وحسب، بل في معظم عواصم الغرب، وعلى امتداد القارة الأوروبية.. هل تابعتم ليلة الرعب الألمانية في هانوفر؟
هل انتبه أحد للتهديدات التي أُطلقت في عدد من عواصم أوروبا؛ بريطانيا والدول الاسنكدنافية وجنوب وغرب أوروبا.. وبعضها كان أول من أعلنه تل أبيب؟ حقاً إنه الإرهاب التلمودي بوجهه التكفيري.