اليوم هو يوم مضايا (في ريف دمشق) في لبنان. من طرابلس إلى صيدا وبيروت ومجدل عنجر، ستصدح الحناجر بـ «أغيثوا مضايا» بدعوة من دار الفتوى والجماعة الإسلامية وهيئة علماء المسلمين.
حملة إعلامية تولتها الهيئة والجماعة بتوزيع صور لأطفال وكبار يعانون المجاعة ذيّلت بعبارات «يأكلون القطط» و»يموتون جوعاً» و»يأكلون القمامة والحشائش»، علماً بأن بين الصور، واحدة لطفلة ذات عيون عسلية واسعة وبسمة عميقة، كانت هي نفسها مضمون مقال نشره موقع قناة «العربية» السعودية، مشيراً إلى أنها «لاجئة سورية تبيع العلكة في شوارع العاصمة الأردنية».
المديرية العامة للأوقاف في دار الفتوى وجهت تعميماً موجهاً إلى خطباء المساجد لإطلاق حملة لجمع التبرعات من المصلين في صلاة الجمعة اليوم بسبب «ما يعانيه أهلنا في سوريا من حصار وجوع وتشريد بسبب الأوضاع الأمنية وخصوصا في بلدة مضايا». الهيئة جهّزت صناديقها أيضاً. ودعت باسم أطفال مضايا للمشاركة في «الواجب الشرعي والإنساني تجاه إغاثة أهالينا في مضايا المحاصرين الذين يموتون جوعاً، بعدما وصلت بهم المأساة للأكل من القمامة والحشائش وقطط الشوارع»، لكن بيانات الفتوى والهيئة لم تتطرق لشرح آلية إيصال التبرعات للبلدة «المحاصرة من حزب الله والنظام السوري منذ سبعة أشهر». الجماعة الإسلامية اختارت إغاثة مضايا بالإعتصام التضامني أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في بيروت بعد صلاة الجمعة.
افتراضياً، فاضت مشاعر عدد من قوى 14 آذار وأصدقاء السعودية تأثراً. على حسابه في موقع تويتر، غرد الرئيس سعد الحريري قائلاً: «حصار مضايا هو إعدام مدينة بسيف التجويع». وتساءل: «أين ضمير العالم، بعد شهرين من الحصار ومنع الغذاء والدواء عن 40 الف مدني؟». وزير الداخلية نهاد المشنوق غرد قائلاً: «تجويع الاطفال عار ما بعده عار». على تويتر أيضاً، أطلق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع «هاشتاغ» بعنوان «أنقذوا مضايا». وكتب: «أعتقد أن هذا المشهد في حد ذاته كاف لتحريك ضمائركم ودفعكم الى رمي الإمدادات الغذائية من الجو الى عشرات آلاف المحاصرين في مضايا. بانتظار من سيتحرك عنده الشعور بالتضامن الإنساني أولاً».
حزب الله تصدى للحملة التي اندلعت بشكل مفاجئ برغم «استمرار الحصار منذ سبعة أشهر». ووجد أن «الحملة مبرمجة بهدف تشويه صورة المقاومة ولا يتحمل مسؤولية ما يجري في البلدة سوى الجماعات المسلحة التي تتخذ منها رهينة لها ولداعمي المسلحين من جهات خارجية. ولم نشهد مثل هذه الحملة في بلدات سورية اخرى محاصرة منذ سنوات من قبل الجماعات المسلحة الإرهابية مثل كفريا والفوعة في ريف ادلب ونبل والزهراء في ريف حلب ودير الزور». ولفت البيان إلى «إدخال عشرات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والطبية في 18 تشرين الأول 2015 إلى مضايا وسرغايا وبقين، التي تكفي لأشهر عدة بالتزامن مع إدخال الكمية نفسها الى كفريا والفوعة. ومن المقرر بحسب اتفاق «الزبداني كفريا والفوعة» ان تدخل مساعدات غذائية في الايام القليلة المقبلة بعدما جرى تنفيذ بند اخراج الجرحى المسلحين من الزبداني».
كما أعلن بيان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية موافقة تلقاها من الحكومة السورية «لإدخال المساعدات الإنسانية في أقرب وقت الى ثلاث بلدات سورية بينها مضايا المحاصرة في ريف دمشق والفوعة وكفريا وتعمل على إعداد القوافل لانطلاقها في أقرب فرصة».