أكد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله في كلمة له خلال احتفال تخريج أبناء الشهداء، أن أنه على الدولة والحكومة اللبنانية مسؤوليات في حماية اللبنانين وهي لا تقوم بذاك، هناك مسؤوليات على مصرف لبنان المركزي وعلى القضاء اللبناني، ونحن نطرح هذا الموضوع هو كقضية وطنية"، مشيراً الى ان المستهدفون حالياً أموالهم ليست لـ"حزب الله" بل هم تجار ككل التجار اللبنانييون ومسؤولية الدولة حمايتهم.
واوضح انه "كان هناك عمل دؤوب على تشوية سمعة حزب الله سواء كجهة أو كمسؤولين، مثل الإتهام على ترويج شبكة لبيع المخدرات أو تبييض الأموال، وهذا كله غير صحيح فنحن نرفض الدخول في ميدان التجارة الحلال فكيف الواقع بذلك الحرام"، لافتاً الى انه من لم تصل لهم ايديهم بالإغتيال الجسدي يعملون على اغتيالهم معنويا وهذا جزء من المعركة.
ورأى السيد نصر الله أنه "على وسائل الاعلام اللبنانية التنبه لهذا الأمر لأن الموضوع يساعد العدو، وفي مواجهة الاغتيال المعنوي سيكون لدينا نفس روحية الصبر والجهاد"، معتبراً أن إستهداف بيئة الحزب والمقاومة، من العام 2005 هناك حديث عن أن هذا "حزب الله" مربك مأزوم أو مربك أو ضعيف أو يلفظ أنفساه الأخيرة بسبب الإتفاق النووي، حيرونا شيء يقول أن الحزب ستتدفق عليه الأمول وشي يقول أن ننلفظ أنفاسنا الأخيرة، وليدلنا أحد على التململ في بيئة الحزب أو بيئة التمرد"، لافتاً انه "من يريد أن يتحدث عن عوائل شهدائنا عليه أن يستمع إليهم، ولنفترض أن أحد أقارب الشهداء لديه رأي واعتراض، لدينا الاف الشهداء منذ إنطلاقة المقاومة"، مشيراً الى ان الجهات نفسها تتحدث عن رغبتنا بالسيطرة على لبنان وعن تعطيل الإنتخابات الرئاسية والكثير من الأمور الأخرى، وكل ما يقولونه عن "حزب الله" غير صحيح.
وأوضح انه بالإضافة إلى ذلك هناك تسخيف وتوهين إنتصارات المقاومة، منذ حرب تموز لم يعترفوا بالإنتصار واليوم مع الإنتصارات التي تحققها على الحدود مع الجيش اسوري، على الأقل في تأمين الحدود، مشيراً الى ان الموضوع في عمقه حقد وكراهية أكثر مما هو خلاف سياسي، هؤلاء يتنكرون للحقائق التي يعترف بها كل العالم حتى العدو.
وفي الشأن الحكومي، دعا إلى بت الملفات العالقة، مشيراً الى ان هناك قوى أساسية في البلاد تريد أن تناقش وتثبت آلية عمل الحكومة، فلماذا لا يحسم هذا الموضوع ويتم تأجيله؟ من يؤجل على ماذا يراهن وماذا ينتظر؟ لا تراهنوا وتعوا نحن لا نراهن على الأوضاع الدولية والإقلمية، لافتاً الى انه "في حال عدم التفاهم والحوار لن نصل إلى أي نتيجة، تمتل التغيير
والإصلاح لديه مطالب، ليتفضل "تيار المستقبل" إلى النقاش معه، فهم يديرون ظهرهم مع الأسف".
وأكد "أننا طالبنا في آخر جلسة حوار مع المستقبل بالحوار مع "التيار الوطني الحر" ولكن هم مصرين على إدارة الظهر، معتبراً ان التلويح بالإستقالة أو التهديد بها لن يقدم ولن يؤخر شيئا بل يضر البلد والحل الوحيل أمام القوى السياسية هو الحوار".
وأشار أنه في الأيام الأخيرة تم الحديث عن وساطة لدى "حزب الله"، "وأنا أقول بشكل واضح نحن لسنا وسيطا بل طرفا وحليفا ولا أحد ينتظر وساطتنا"، مؤكداً أن "هناك أمر وحيد مطلوب هو أن ينزل المستقبل من برجه العاجي ويلتقي مع "تكتل التغيير والإصلاح" وغير ذلك انتم من الذي يعطل البلاد وأنا يهدد بالإستقالة يؤخذ البلد إلى الفراغ وهذا عمل خطير يؤخذ البلد إلى المجهول"، مشدداً على "اننا نريد لهذه الحكومة أن تعمل لا أن تسقط ولا تسقطوها بايديكم".
واعتبر ثمة في لبنان من لا يعتبر تنظيم "داعش" خطراً وواشنطن تضعه على رأس قائمتها الإرهابية، مؤكداً أن "اللبنانيون انشغلوا بأولوية النفايات في الايام الاخيرة وانا اخجل باننا نتحدث عن هذا الموضوع وهذا دليل فشل ذريع"، مؤكداً ان هذه مسؤولة الحكومة وأنا لا أريد الدخول في هذا الموضوع".
ولفت السيد نصر الله الى أنهم "حين طالبونا بالسلاح وقرار الحرب والسلم كنا نقول لهم "اعملوا دولة بالاول" وعدم قيام الدولة يظهر في عدم حل ملف النفايات".
وأوضح السيد نصر الله أنه منذ إنطلاقة هذه المقاومة، هناك عنوان كبير واكبها حتى اليوم، وهو السعي الأميركي الإسرائيلي المتحالف مع بعض الأنظمة العربية وبعض الأدوات اللبنانية من أجل ضرب هذه المقاومة وانهاء وجودها إذا أمكن واذا لم يمكن العمل على عزلها واضعافها"، مشيراً الى أنه "بعد الإتفاق النووي، اليوم الهاجس الأكبر في المنطقة إيران ما بعد الإتفاق، وأيضا "حزب الله"، ولذلك نجد أن الرئيس الأميركي باراك أوباما وووزير الخارجية الأميركي جون كيري تحدثوا بوضوح عن "حزب الله" بوصفه منظمة إرهابية وجددوا التأكيد بأن أميركا لن تسمح بتداعيات قوة من هذا النوع، ما يعني أن المقاومة حاضرة في معادلة القوة في المنطقة وفي حسابات الولايات المتحدة الأميركية".
ولفت الى "انهم عملوا وأنفقوا مئات ملايين الدولارات وسخروا الكثير من الوسائل وأيضا قاموا بعدد من الحروب ولكن كانت النتائج دائما عكسية"، مشيراً الى ان "الهدف كان دائما سحق المقاومة في لبنان وضرب بيئتها بشكل حاسم وقاطع ونهائي حتى لا تقوم لأي مقاومة قيامة في هذا البلد"، معتبراً أن "التأكيد الأميركي الأخير على وصف "حزب الله" منظمة إرهابية لا يقدم ولا يؤخر وليس أمر جديداً".
وراى السيد نصر الله أن القرار الأخير الأميركي الذي يستهدف قادة جهاديين من "حزب الله"، وقبل ذلك ضمن السعودية أسماء، هذا لا يقدم ولا يؤخر شيئا، خاصة أن الأخوان لا يملكون حسابات المصارف ولا يقومون بجولات سياحية، مؤكداً "اننا نفتخر بأن تعاقبنا الولايات المتحدة التي تبقى الشيطان الأكبر قبل الإتفاق النووي وبعد الإتفاق النووي لأننا نقاوم وندافع عن بلداء في وجه المشروع الصهيوني أو في وجه المشروع التكفيري".
واعتبر أن "ما يجب التوقف عنده هنا، هو إستهداف التجار اللبنانيين والشركات اللبنانية، سواء كان مغتربين أو مقيمين في لبنان، مع العلم أننا أعلنا في حزب الله أن ليس لنا مشاريع مالية، وقلت بوضوح قبل سنوات هذا الأمر، ونحن عندما نأخذ أموال من ايران لا نحتاج إلى ويكيليكس، نحن نحصل على هذا الدعم ونفتخر بهذا الأمر وأيضا ايران تفتخر والدعم الذي تقدم طهران كاف وليس لدينا أموال نشغلها لا مع هذا التاجر ولا مع تلك المؤسسة".
ورأى السيد نصر الله "ان الطعن والتشكيك بعلاقتنا مع الحلفاء، خصوصاً إيران وسوريا، بعد عدوان 2006 تم الحديث عن إستخدام طهران للحزب في خدمة مشروعها النووي وتم الحديث عن أنها ستبيع الحزب بعد توقيعها الإتفاق، ونحن كنا نقول دائما أن ايران ليست هكذا ولا سورياهكذا، واليوم بانتت الحقيقة، فمن كان الصادق ومن كان الكذاب؟"، مشيراً الى ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري يقول أن ايران رفضت النقاش في أي أمور أخرى إلا النووي، لا أحد باع ولا أحد اشترى، لكن المساكين أنتم روحوا شوفوا ما هي حالتكم.
وأشار الى ان مرشد الثورة الأعلى في ايران السيد علي الخامنئي جدد واكد موقف ايران من اميركا ومن حركات المقاومة وكان لـ"حزب الله" مكان خاص في هذه التأكيد والتجديد، معتبراً انه كل ما عملوا عليه ذهب هباءا وكل ما سيعملون عليه سيحصل معه الأمر نفسه، لا قتل القادة سيغير في مسارنا شيء ولا اغتيالنا المعنوي ولا التضييق الإقتصادي والتجاري ولا التحريض سيغير شيئا، مشدداً على أن "ايماننا ووعينا اكبر من ان تمسّ به كل هذه المؤامرات الاعلامية والحرب النفسية ويدنا هي العليا في الحرب النفسية لاننا لا نتحدث بالاكاذيب والدليل هو الحقائق الخارجية، أين هو الحزب اليوم وأين كان بالأمس؟".
وأوضح السيد نصر الله أن هذه المسيرة تزاد قوة وشعبية اليوم أكثر ليس فقط على المستوى المحلي بل الإقليمي، مشيراً الى ان "الدول التي جلبت "الوحوش" الى سوريا لاسقاط النظام والهجوم على محور الممانعة بدأت تدفع الأثمان، ونحن منذ البداية حذرنا من هذا الأمر".
وأكد أنه لا شك في رعاية تركيا لتنظيم "داعش" وتقديم التسهيلات وفتح الحدود لها، لكن الآن يقول رئيس الوزراء التركي احمد داوود أوغلو أن تنظيم "داعش" يهدد الأمن القومي التركي "أي صباح الخير"، لافتاً الى ان أكبر أجهزة المخابرات في العالم واهمة أن كانت تصدق بأنها قادرة على السيطرة على الجماعات التكفيرية.
ومن جهة اخرى، أشار الى أن "عنوان الاحتفال تكريم بنات وأبناء الشهداء، وأطلق على هذا الاحتفال والتكريم جيل الشهيد علي أحمد يحى"، مشيراً الى أنه "في الإحتفال الأول قلت لكم أن أبائكم أختاروا هذا الطريق وجاهدوا وثابروا حتى وصلوا إلى لقاء الله وأن عليكم أن تحفظوا وصيتهم وتواصلوا طريقهم حتى تصلوا إلى ما وصلوا اليه".
وأوضح السيد نصر الله أن الشهيد علي يحيى هو نجل الشهيد الشيخ أحمد يحيى وهو الذي ينتمي من جهة الأب إلى عائلة الشهداء ومن جهة الأم أيضاً، وهو جدير بأن يحمل هذا الجيل اسمه، لافتاً الى ان "اليوم هناك العديد من أبناء الشهداء في صفوف المقاومة وعلى الجبهات أيضا، ونتمنى من الله أن يتقبلهم جميعا وأن يمنى على عوائلهم بالبركة والثبات".
ورأى أنه "من الواجب في البداية أن أتوجه بالشكر إلى عوائل الشهداء الذين احتضنوا أبنائهم، وبالأخص زوجات الشهداء الذين كن أمهات شهداء"، متوجهاً بالشكر الى مؤسسة الشهيد وإلى كل الداعمين وفي مقدمتهم إيران.
وأوضح السيد نصر الله أنه في عيد الفطر، الكثير من العائلات غادرت إلى بلداتها وشعروا بالأمن والأمان مع الكرامة والعزة والحرية والإحساس بالوجود، مشيراً الى ان الشعب اللبناني عيد هذا العيد بهذا المناخ في منطقة مضطربة، إلا أنه يجب على كل لبناني بل على كل مقيم في لبنان أن يقف مع نفسه ليسأل نفسه لماذا نحن في لبنان نعيد بأمن وأمان وعزة وحرية في بحر مضطرب؟ بفضل الله بالدرجة الأولى وببركة وسبب شهداء المقاومة والجيش والشعب، مؤكداً ان كل هؤلاء الذين استشهدوا على مدى عقود حتى انتصرت المقاومة وتم تحصين الداخل اللبناني من الإسرائيلي والتكفيري، لولا هذه التضحيات والدماء والجرحى والفداء والعطاء هل كان لبنان أن ينعم بما ينعم به الآن.
ورأى أن "الحقيقة واضحة، وعلى كل المقيمين في لبنان أن يعرفوا هذه النعمة وأن يشكروا هذه النعمة من أجل أنفسنا لكي تدوم علينا هذه النعمة"، مشيراً الى أن "هذا من أسباب الإيمان القوي الذي نجده في هذا الجيل، الجيل الثالث في المقاومة، الذي يتحدث عنه الإسرائيلي، هذا الإيمان سببه أنهم لمسوا وشهدوا ثمرة هذه الإنجازات وهذه الدماء".