أثارت صورة الطفل السوري عمران دقنيش والذي ظهرت عليه آثار الدماء وغبار الدمار خلال جلوسه على مقعد في سيارة إسعاف اثر انتشاله من المبنى الذي يقطنه مع اهله بعد تعرضه للقصف في حي القاطرجي في مدينة حلب؛ الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام العربية والعالمية، وقد انتشر هاشتاغ "#عمران_من_تحت_الركام" مع فيديوهات وصور من المكان ورسومات "كاريكاتورية" عن هذه "المصيبة". بالمقابل انتقد بعض المغرّدين "الإهتمام الكبير بالاحداث في سوريا وغضّ الطرف عن الأحداث والجرائم التي ترتكب في اليمن".
وقد تفاعل مع الحدث أيضا إحدى مذيعات شبكة "CNN" الاميركية كايت بولدان التي لم تتمالك دموعها على الهواء خلال إذاعتها الخبر، وقد انتشر الفيلم الخاص بالتقرير بشكل واسع النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي. بدورها صحيفة "الاندبندت" البريطانية استعانت بخبراء "الفوتوغرافيا" لشرح أسباب التفاعل العالمي مع صورة الطفل عمران في حلب.
وقد تحول هاشتاغ "#عمران_من_تحت_الركام" الى هاشتاغ عربي حيث تم تداوله في العديد من الدول العربية، طالب خلاله الناشطون أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون التدخل لوضع حد للحرب السوريّة، وقد أخذ الموضوع حيّزا هاما من تغطية وسائل الاعلام العربية والاجنبية، وطغت على التغريدات مناشدات للرئيسين الروسي والاميركي فلاديمير بوتين وباراك اوباما لوقف حمام الدماء الغارقة فيه سوريا منذ 5 اعوام.
وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي أنور قرقاش كتب في تغريدة له "لا ضوء أعلى من إنسانيتنا في #اليوم_العالمي_للعمل_الإنساني"، أمّا مقدم البرامج في قناة "MBC" السعودي ابراهيم باشا قال "المشهد يتكرر والقلب لايتحرك".
وأشارت شهد السطان في تغريدتها الى ان "التاريخ سيخلّد إسمك ياصغيري بأنك أبكيت العالم ولم تبكِ"، الإعلامية إيمان الحمود قالت في تغريدتها "عمران... له من اسمه نصيب، فبدلاً عن عُمْر... كتب له عُمْران، عمرٌ ينكأ به جراحنا... وعمرٌ يشهد على الاحزان"...
الى ذلك، اتّهمت بعض التغريدات، النظام السوري ومن خلفه ايران وروسيا بإرتكاب مجازر في سوريا حتى وصلت بعض الاتهامات الى الرئيس التركي رجب الطيب اردوغان. المغرد السعودي فلاج ابن شتيوي قال في تغريدته "ياللهول مذهول عمران، الاسد وروسيا ومؤيدهما اردوغان يفجرون بيوت الأطفال ويقتلون الإنسان ولاننسى شيطانهم الاكبر إيران"، بدوره قال معاوية سايبري: "لم يُبقِ النظام جريمة إلا وارتكبها ولا إرهاب الا وفعله ومع هذا لا زال مُعترف به دولياً وله ممثلون". المغرّد سامي قال في تغريدة له "يالهول ماتفعله روسيا في حلب، قصف بقنابل ضخمة شديدة الانفجار على بيوت السكان في حلب كعقاب لهم لأنهم يرفضون بقاء بشار في السلطة". أُم حازم قالت في تغريدتها " نظراتك ياصغيري ستبقى نارا في ضمائر من خذلكم وجلس متفرجا على قتلكم إن لديهم ضمائر".
بالمقابل قالت "سهاد لبنان" في تغريدتها: "الذين رفضوا استقبال اللاجئين السوريين يتباكون كالنساء في الوسم التالي #عمران_من_تحت_الركام"، في السياق أشار حسين عباس الى انه "في البحرين واليمن، آلاف من الأطفال المشوّهين أكثر من عمران وعشرات من المدن المنكوبة أكثر من حلب. أما في لبنان، كثيرٌ من العيّاشين الوالهين في جمع الإعحابات والتعبير عن مدى فهمهم الناقص"، وفي السياق اشار د. أبو وزار وفانيله الى ان "البعض يبكي على حال عمران السوري وتجفّ دمعاته ومداد قلمه عند رؤية عمران اليمني، أخزاهم الله".
صورة الطفل السوري عمران دقنيش أضيفت الى صورة اللاجئ السوري الغريق إيلان كردي (ثلاثة أعوام) الذي اهتزّ العالم لرؤيته على شاطئ منتجع تركي، ما يشير الى تزايد التفاعل الدولي مع ضحايا الحرب السوريّة لا سيما الاطفال، عسى ان يتحوّل هذا التفاعل الى عمل حقيقي على الارض لحلٍّ سلميّ للأزمة السورية، بعيدا عن الدماء والقتل والدمار.