أشار ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​ في عظة ألقاها في قداس لمناسبة تدشين وتكريس البناء الجديد لكنيسة سيدة البشارة في ​درب السيم​ إلى ان "الإيمان والعمل هما بمثابة جناحين يمكنان الانسان من الارتقاء ومعرفة الله والذات، ونحن في هذا الاحتفال نلتمس نعمة الإيمان لتنير عقولنا فنعيش على نور الحقيقة في شخص ​المسيح​".

ولفت إلى ان "الكنيسة هي المسيح الكلي، ما يعني ان المسيح والكنيسة واحد ولقد أصبحنا بالمعمودية والميرون لا مسيحيين فقط بل المسيح اياه فعهو الرأس ونحن اعضاء جسيده، ولنتذكر دائما حقيقتين، الحقيقة الأولى ان كنيستنا الرعائية هذه هي بنيان الله والحقيقة الثانية ان كل واحد منا حجر حي في هذا البنيان بنعمة المسيح وعلينا واجب المحافظة على قدسية بنيان الله وواجب اللقاء بالله في هذا البيت المقدس في كل يوم أحد وعلى واجب شد أواصر وحدتنا كي لا يتزعزع بيت الله".

ووجه الراعي نداء إلى الشعب المسيحي والمسؤولين "كي يستنيروا ويلتزموا بهذا الواجب المثلث فنستطيع كلنا ان نبني دولة على صورة الكنيسة"، داعيا إلى "العمل من أجل انماء الشخص البشري والمجتمع".

وأضاف "لقد اختبر أبناء درب السيم أن كنيستهم كجماعة مؤمنة هي حقا كنيسة مبنية على صخرة الايمان بالرغم من كل قوى الشر التي صدمتها وحاربتها على مدى التاريخ من مجازر 1860 الى حرب 1975 وقصف الطيران الاسرائيلي عام 1982 والدمار والتهجير سنة 1985 فضلا عن مجاعة الحرب العالمية الأولى وأمراضها ومرض الطاعون في اوائل القرن السابع عشر والكوليرا في ستينات القرن التاسع عشر، كلها فتكت بأهلها وأماتت منهم الكثيرين. أضف الى ذلك كله غياب خدمات الدولة المزمن والتهديدات الأمنية المستمرة من مخيم عين الحلوة الفلسطيني الذي يشغل ثلث أراضيها تقريبا".