أشهد مع يوسف أني سأتوقف عن تصنيف الناس بين جيد ورديء، بين عدو وصديق، أرحمهم كما يرحمني الرب. أقدرهم كما يقدرني، أستضيفهم في بيت غربتي كما استضاف يوسف مريم ويسوع في بيته.
أشهد مع يوسف أني سأتوقف عن محاسبة من هم حولي وأتعهد أن أدخل الفرح حيث أكون، كما يفعل هو، الى بيوت أزورها، الى قلوب أفتقدها، الى أحلام أوقظها.
أشهد مع يوسف أني سأسلم للرب القيادة ليقاتل عني جشعي وطمعي، ليقاتل معي أنانيتي ومن يسرق الفرح من منزلي، ليقاتل عني من يسرق مني هناء العيش وطيب الحياة.
أشهد مع يوسف أني سأسلم للرب ارادتي لتنقذني من عاداتي، لأن ارادتي "تفسدها" العادات وتكبّلها عيون الناس، فأعيش أسيرا لهم، هم يسيروني في مأكلي وملبسي في ذوقي واختياري في علمي وعملي في عمري وعمارتي في مالي وآمالي.
أشهد مع يوسف أني سأسلم للرب غرفتي المظلمة لأني أخاف الخروج منها حتى لا يراني أحد عاريا من سخافاتي... نعم أخاف الخروج من أقبية سجني التي حفرتها طائعا بنفسي ولنفسي، أخاف الخروج معك، كما خرج يوسف معك الى مصر، أخاف أن أتعرى من دفاعاتي المستميتة عن حقوقي التي أسميها حقوقا رغم أنها أكاذيب نسجتها في مسيرة هروبي من الضوء وخوفي من شبح الحرية.
أشهد مع يوسف أني سأسلمك لحظاتي وساعاتي، أثقالي وأحمالي، أشهد أني سأسلمك تلك اللحظة الحاسمة التي هي "الآن" حيث أنتهي اليك، لأتخلص من قلقي ومن هشاشة ضماناتي وفقر حيلي. وأذهب سريعا لأدعو مريم أمك وأمي الى بيتي كما فعل حارسك يوسف.
أشهد مع يوسف أني سأفرغ ذاتي لأمتلئ منك يا رب...
أشهد مع يوسف أني سأنتهي مني لأبقى اليك...