في الأيام الماضية تعرّضت القواعد الروسية في حميميم وطرطوس لهجمات إرهابية استخدمت فيها طائرات مسيّرة، وقد أكدت مصادر عسكرية روسية أنّ تجميع هذه الطائرات جرى بمساعدة «أصحاب الخبرة في تكنولوجيات الدرونات»، وأنّ قنابلها جهّزت بصواعق أجنبية، في إشارة واضحة الى أنّ هناك دولاً أجنبية تقف خلف هذه الهجمات التي جرى التصدّي لها.
تزامناً، نفّذت المجموعات الإرهابية هجوماً واسعاً على مواقع الجيش السوري في مدينة حرستا بالغوطة الشرقية لدمشق، والمجموعات التي اشتركت في الهجوم تتبع لدول خليجية معروفة وللسعودية على وجه التحديد.
وفجر يوم أمس شنّت طائرات العدو «الإسرائيلي» غارات جوية على مواقع سورية في منطقة القطيفة، كما تمّ استهداف المنطقة ذاتها بقصف صاروخي.
وعلى وقع هذه الهجمات الإرهابية، صعّدت تركيا في مواقفها العدائية تجاه سورية، وأطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تصريحات شبيهة بتلك التي كان يطلقها في بداية الحرب على سورية، كما أنّ وزير خارجيته مولود جاويش أوغلو، اتهم دمشق باستهداف ما أسماه مقاتلي «المعارضة المعتدلة» في ريف إدلب، محذراً من أنّ هذا الاستهداف «يقوّض» المحادثات التي تهدف إلى وضع حدّ للأزمة!
واضح أنّ قيام المجموعات الإرهابية و«إسرائيل» ودول أجنبية، بتنفيذ هجمات إرهابية متزامنة، وكذلك التصعيد في الموقف التركي المعادي على خلفية تقدّم الجيش السوري في ريف إدلب، يؤشر إلى استمرار الحرب الكونية على سورية، وأنّ تراجع وطأة هذه الحرب لا يعني انتهاءها، بل هو نتيجة الإنجازات والانتصارات الميدانية التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه.
اللافت عند كلّ تصعيد إرهابي، هو الحديث عن أنّ المجموعات الإرهابية ورعاتها يسعون إلى امتلاك أوراق يستخدمونها في المفاوضات، في حين أنّ هدف الإرهاب ورعاته هو السيطرة على مناطق واسعة، وفرض أمر واقع تقسيمي وتفتيتي، بما يحقق أهداف الحرب على سورية.
واقع الحال، أنّ سورية تخطّت دائرة الخطر إلى برّ الأمان، لكنها لا تزال في دائرة الاستهداف، فالهجمات الإرهابية التي استهدفت مواقع الجيش السوري في حرستا والقطيفة وقاعدتي حميميم وطرطوس والدعم التركي للإرهابيّين، كلّ ذلك يؤكد أنّ الدول المشتركة في الحرب الكونية على سورية لا تزال تضغط بالإرهاب والعدوان لتحقيق أهدافها، غير أنّ الجيش السوري بدعم من حلفائه استطاع أن يحوّل الحرب الإرهابية على سورية إلى فرصة للقضاء على الإرهاب وإسقاط المشروع المعادي.