أكد السيد علي فضل الله، أن "ما يجمع اللبنانيين حيث القيم الروحية وإن اختلفت الوسائل التي تصلنا بالله، تجمعهم القيم الإنسانية والأخلاقية فلا صدق إسلاميا غير الصدق المسيحي ولا أمانة إسلامية غير الأمانة المسيحية، يجمعهم الوطن والتاريخ الذي عاشوا فيه وقدموا التضحيات في سبيله حتى يبقى هذا البلد".
وأشار خلال كلمة ألقاها بالذكرى السنوية الأولى لرحيل السيد مصطفى الحسيني، إلى أنه "سوف يتفرق اللبنانيون ويعادي بعضهم البعض، وسوف يتمزق الوطن إن تحولوا إلى تجمعات وعصبيات عنوانها ديني ولكنها منزوعة من قيم الدين واخلاقياته، وتحركوا بذهنية ما كانت عليه القبائل عندما كانوا يغزون بعضهم البعض ويتأمرون مع القوى الخارجية ضد بعضهم البعض لأجل الحصول على المكاسب المادية أو الفئوية".
ورأى فضل الله، أن "مثل هذه الذهنية هي التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه من بؤس ومآس، وسوف نصل إلى ما هو أسوأ وأعظم إن لم يراجع اللبنانيون قيادات وفاعليات أنفسهم في ما فرطوا فيه من أمانة الحفاظ على بلدهم، أو يعملوا على لجم غرائزهم الطائفية والمذهبية التي تدفع بهم إلى حيث الفوضى والدمار، أو يعيدوا التفكير بصحة ما يعيشونه من هواجس إزاء بعضهم البعض، أو بمشروعية وواقعية ما يحملونه من أهداف املتها عليهم الطموحات الجامحة والحسابات الفئوية والمصالح الخاصة دون حساب مصلحة الوطن".