لفت راعي أبرشية جونية المارونيّة المطران نبيل العنداري، خلال ترؤّسه القداس الاحتفالي الذي دعا إليه حزب "القوات اللبنانية"، في "ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية"، في معراب، إلى "أنّنا نلتقي في هذا الأحد الأوّل من شهر أيلول، للاحتفال بالقدّاس الإلهي إحياءً لذكرى شهداء المقاومة اللّبنانيّة، وببركةٍ ورعايةٍ أبويّة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي أولانا تمثيله في هذه الذكرى السنويّة وشعارها "الغد لنا".
وأكّد "أنّنا نريد دولةً في خدمة الإنسان، ورجاءً جديدًا للبنان"، مبيّنًا أنّ "قيام الرّجاء الجديد للبنان يتطلّب مواجهة صعاب 6، هي: الوضع في الجنوب، الاقتصاد، قوى الأمر الواقع، التّهجير القسري، التطرّف والإحباط". وشدّد على "أنّنا نريد وطنًا موحّدًا، ولا نريد خطب الأكاذيب والكراهيّة، ولا بدّ لنا من دولة قويّة وأقوياء، لا دولة استقواء واستلزام وانحطاط، دولة لا تحمي الفساد وتستعيد الأموال المنهوبة، دولة القانون والحسّ المدني والحضارة".
وركّز العنداري على أنّه "لا بدّ من دولة تشجّع وتعزّز رأسمالنا أي العلم والثّقافة والتّربية وتحصّنها من الانحدار، دولة قوّة الحرّية والدّيمقراطيّة بسلطاتها الدستوريّة، دولة الاستقرار والقرار، يرفرف علمها على كلّ الرّبوع اللّبنانيّة"، مضيفًا: "دولة لا دويلات، ومجلس نيابي ينتخب رئيسًا للجمهوريّة لا يطعن الهويّة اللّبنانيّة، مجلس يشترع ويحاسب ولا يعطّل، وحكومة تحكم ولا تساير أو توارب، قضاء يعدل ولا يحابي أو يرتهن، وقضاء يكمل الملفّات العالقة".
وتساءل: "أين أصبح التّحقيق في تفجير مرفأ بيروت؟ أين وصل التّحقيق في الجرائم المتتالية من مقتل الياس الحصروني إلى مقتل باسكال سليمان والأحداث المحلّية المتنقّلة؟". وتوجّه إلى "المتحفين بالنظريّات والكلمات والانصياع إلى الجهات على أنواعها"، سائلًا: :"أين أنتم من النزوح السوري وخطورته؟". وأشار إلى "أنّنا نريد في رجائنا للبنان النّصرة للمظلومين والتّضامن لقضيّة فلسطين، ولكن أين بقيّة السّاحات؟".
كما رأى أنّ "خراب الوطن اللّبناني ودماره والانجرار إلى المساندة، لا يحرّر طريق القدس على حساب أهلنا في الجنوب، شعبًا وأرضًا واستباحةً للأجواء اللّبنانيّة". وخاطب أهل الجنوب، بالقول: "يا أهلنا في الجنوب، أنتم سياج الوطن. نحن أبناء ألوطن الواحد معكم في معاناتكم وتضحياتكم، ورجاؤنا ألّا يطول هذا العنف الوبال لتشرق شمس السّلام والأمان".
وشدّد العنداري على أنّ "أمام الارتباط والتجذّر بالأرض، هل نعي أنّ أرضنا هوّيتنا؟ إنّ قيمة الأرض في وجداننا لم تعد ملكًا نتصرّف ونتاجر به على هوانا، بل هي عطيّة من اللّه وإرثٌ من الآباء والأجداد، كوديعة ثمينة أو ذخيرة مقدّسة".