أشارت إدارة محمية إهدن، في تقرير علمي مفصّل عن الأضرار النّاجمة عن حريق جبل سيدة الحصن (السن)، وما خلّفه من يباس في الثّروة الحرجيّة، إلى أنّ "بعد تجدّد اندلاعه، تمّت السّيطرة على حريق الحدود الجنوبيّة لمحميّة حرش إهدن الطبيعيّة، بعد أربعة أيّام من الجهود المشتركة ليلًا ونهارًا".

وأوضحت أنّ "حريقًا واسع النّطاق اندلع في جبل السن، على الحدود الجنوبيّة لمحمية حرش إهدن الطّبيعيّة، حيث اجتاح مسار "BLUE CLIFF" أسفل منطقة باب الهوى، ملحقًا أضرارًا بالغةً في نحو 3,3 هكتارات (33,000 متر مربع) من غابة السن إهدن البالغ حجمها 63 هكتارًا (630000 متر مربع)، أي نحو 5,2% من الغابة. وقد أثّر الحريق على نحو 200 شجرة، فضلًا عن مئات نصوب الشّجيرات الّتي تعرّضت لأضرار جسيمة".

وذكرت الإدارة أنّه "تضرّرت بشكل رئيسي أنواع متعدّدة من الأشجار، منها:

- الصنوبر الجوي (Pinus pinea)، الذي تعرض لأضرار جزئية بسبب تشحيله سابقًا.

- الصنوبر البري (Pinus brutia)، الذي تضرر بشكل كامل في شمال الموقع، حيث كانت الأشجار صغيرة الحجم، مما جعلها أكثر عرضة للتلف.

- شجر الشربين (Cupressus sempervirens)، الذي تضرر بالكامل بسبب صغر حجمه في المنطقة.

- العرعر طويل القامة (Juniperus oxycedrus)، الذي احترق بالكامل نتيجة لحداثة نموه وقربه من النار.

أما بالنسبة للشجيرات، فقد احترق نبات الوزّال ( المعروف محلياً بالغزلان الاصفر ) (Spartium junceum) بالكامل، حيث تأثرت النباتات المتفرقة بتنوعها وصغرها".

ولفتت إلى أن "العديد من الجهات لعبت دورا حيويا في السيطرة على الحريق، شملت:

- الدفاع المدني اللبناني، حيث قام بتنظيم فرق ميدانية عملت على مدار الساعة للسيطرة على النيران.

- فريق عمل محمية حرش إهدن الطبيعية، الذي بقي في حالة استنفار منذ لحظة اندلاع الحريق، وقام بعمليات تبريد على مدى أيام النيران المندلعة للحد من مخاطر إعادة الاشتعال.

- الجيش اللبناني، الذي أرسل طائرات مروحية لعمليات الإخماد الجوية لمدة يومين متتاليين، بالإضافة إلى إرسال عناصر للتدخل الأرضي. ومنذ اللحظة الاولى لنشوب الحريق، تواصلت مديرة المحمية المهندسة سندرا كوسا سابا مع النائب طوني فرنجية الذي أكد لها، انه سارع الى الاتصال بقائد الجيش العماد جوزاف عون والطوافة بطريقها الى مكان الحريق .

- بلدية زغرتا إهدن، التي قدمت دعما لوجستيا ومساعدة مباشرة في جهود الإطفاء.

- المجتمع المحلي، حيث تطوع العديد من الأفراد في المنطقة وساهموا بشكل مباشر في عملية الإخماد.

- أصحاب صهاريج المياه في المنطقة، الذين ساعدوا الى اخماد الحريق، في تعبئة وتجديد صهاريج الدفاع المدني، مما عزز من قدرتهم على التحكم في انتشار النار".

كما أكدت أن "التنسيق والتعاون المتواصل بين هذه الجهات أسهم بشكل كبير في السيطرة على الحريق ومنع انتشاره إلى مناطق أخرى، كما تمكّن الفريق من الحد من الأضرار في المحيط الطبيعي للموقع المتضرر. ورغم عودة الحريق للاشتعال لفترة وجيزة، إلا أن فريق محمية حرش إهدن الطبيعية، بالتعاون مع الدفاع المدني وبلدية زغرتا إهدن وأفراد المجتمع المحلي والمتطوعين، واصلوا العمل في موقع الحريق، حيث قاموا بعمليات التبريد اللازمة ومراقبة الموقع للحد من احتمالية اندلاع الحريق مجددا".