كشفت صحيفة "الأخبار" بعد تبني "اللقاء الديمقراطي" ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف رئيساً للجمهورية، أن الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي كان قد أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال زيارته في عين التينة أول أمس، بأن فرنسا "لا تُعارض التوجه الأميركي والعربي لانتخاب العماد عون رئيساً"، ناصحاً إياه بـ"التفاعل إيجاباً مع الأمر".

وأفاد "الأخبار"، بأنه تردّد أن "جنبلاط أرسل إلى قائد الجيش ناصحاً إياه أيضاً بالانفتاح على معارضيه، وأن يقوم بالانفتاح مع بري وحزب الله، ولا يقِف كثيراً عند رأي رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل".

وقالت مصادر مطّلعة للأخبار إن "جنبلاط أعرب عن ثقته بأن رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع لن يعارض انتخاب عون وسيُبرّر موقفه بأنه لم يضع عليه فيتو سابقاً، وبأنه يمثّل بالنسبة إليه رئيس مواجهة مع حزب الله والتيار الوطني، كما عون يحظى بدعم البطريركية المارونية".

وذكرت الصحيفة أنه "بالنسبة إلى بري، فهو لم يظهر حماسة لقائد الجيش، لكنه حافظ مع حزب الله على كل خيوط العلاقة معه، وإن كانا قد تركا لمرشحهما رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إيجاد الآلية التي تناسبه، سواء بالاستمرار في الترشح أو الانسحاب، علماً أن المشاورات بين الثنائي وفرنجية ركّزت على تحويل انسحاب فرنجية إلى ورقة رابحة في الانتخابات".

إلى ذلك، قالت مصادر عين التينة لصحيفة "الجمهورية"، إنه في حال تعذّر انعقاد الجلسة بسبب عدم توفّر نصاب الثلثين، فسيبادر رئيس المجلس فوراً إلى تحديد موعد لجلسة جديدة، وإن انعقدت بنصاب، دون ان يتمكن أي من المرشحين من نيل اكثرية الثلثين في دورة الانتخاب الاولى، فستليها دورة ثانية بنسبة فوز بالأكثرية المطلقة من عدد النواب (65 نائباً)، وإن تعذّر ذلك، فتجري دورة ثالثة ورابعة وربما اكثر. وإن تعذّر الانتخاب سيدعو رئيس المجلس فوراً إلى جلسة جديدة بذات السيناريو، هكذا دواليك حتى يتمكن النواب من انتخاب رئيس للجمهورية.

وبحسب معلومات "الجمهورية"، فإنّ شخصيات سياسية لبنانية، بينها شخصيات مدرجة أسماؤها في نادي المرشحين لرئاسة الجمهورية، طرقوا في الايام الاخيرة البابين الاميركي والفرنسي، سواء عبر زيارات او لقاءات مباشرة او عبر وسطاء، او عبر اتصالات هاتفية مباشرة ومراسلات. وثمة مِن هؤلاء من حطّ في باريس. واما الهدف الضمني من وراء ذلك، فهو "تقديم اوراق الاعتماد، وطلب الدعم. تُضاف إليها اتصالات سياسية رفيعة المستوى جرت في الساعات الـ24 الماضية على الخط الفرنسي، وخصوصاً بعد ورود إشارات من العاصمة الفرنسية وتحديداً من الإيليزيه، تشي بأنّ باريس، تدرّجت من الدعوة إلى استعجال حسم انتخاب رئيس للجمهورية، إلى إبداء الرغبة في التريّث والانتظار لبعض الوقت، وهذا الموقف متناغم بشكل كامل مع الموقف الاميركي".

وبحسب معلومات الصحيفة، فإن التريّث او ما يرادفه من مفردات تصبّ في خانة نسف جلسة 9 كانون الثاني، لا أذن صاغية له في عين التينة، ولاسيما أنّ بري حاسم في تأكيد انعقاد الجلسة في موعدها، دون الركون لأيّ أسباب أو ذرائع مانعة لانعقادها، ويؤكّد "أننا "عم نشتغل" وان شاء الله خير».

وإذا كانت المشاورات حول انعقاد الجلسة وكذلك حول انتخاب الرئيس والتداول بأسماء المرشحين، محصورة في الايام الاخيرة ضمن النطاق الداخلي، الّا أنّها، وفق معلومات موثوقة لـ"الجمهورية" تجاوزت الداخل، وبدأت تجري على الخط الخارجي، ولاسيما على الخطين الاميركي والفرنسي.

في السياق، ورداً على سؤال لـ"الجمهورية"، لم تؤكّد مصادر ديبلوماسية من العاصمة الفرنسية او تنفي وجود توجّه لدى ادارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للدعوة إلى التريث في شأن الملف الرئاسي في لبنان، واكتفت بالقول: "من الطبيعي أن يفرض التطور الذي نشأ في سوريا مقاربات جديدة، وفرنسا تواكب هذا الامر من كثب".