رأت صحيفة "الخليج" الإماراتية أن دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مصرَ والأردن ودولاً أخرى إلى تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة إليها، ليست طلقات في سماء صافية، هي طلقات في سماء غائمة وعاصفة تتعارض مع وعده بتحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط، وتقضي على الدعوات العالمية المتزايدة إلى ضرورة التسوية على أساس حل الدولتين وفقاً لقرارات الشرعة الدولية وحق تقرير المصير، وتتماهى مع مخططات اليمين الإسرائيلي المتطرف بالتوسع والتهويد والاستيطان.
وأشارت إلى أن إدارة ترامب لم تعلن حتى الآن، تأييدها لقيام الدولتين في إطار حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، كما فعلت الإدارات السابقة، بل دعا خلال حملاته الانتخابية إلى "توسع إسرائيل"، ما يلقي ظلالاً من الشك والريبة حول دعوته لتهجير سكان غزة، ذلك أن حديثه عن "بناء مساكن لهم في موقع مختلف، حيث يمكنهم ربما العيش في سلام لأول مرة"، هو كلام غير منطقي وملغوم، خصوصاً عندما يتحدث عن "نقل مؤقت أو طويل الأمد".
واعتبرت أن اقتراح الرئيس الأميركي يشكل امتداداً لمخططات قديمة فاشلة لم تحقق هدفها على مدى أكثر من 76 عاماً، لا بالتوطين ولا بالتهجير ولا بالتفريغ، وهو بالمطلق غير قابل للتنفيذ، ومرفوض من الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات، إضافة إلى أنه مرفوض دولياً وعربياً، لأنه يتنافى مع القانون الدولى وشرعة حقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة.
ورأت أنه إذا كانت حرب الإبادة التي تعرّض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وأطنان القنابل الأميركية التي دمرت كل أشكال الحياة في القطاع فشلت في اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، وها هو يعود إليها سيراً على الأقدام وبأي وسيلة ممكنة، فإن دعوات التهجير الجديدة لن يكون مصيرها أفضل من مخططات مماثلة سابقة.
ولفتت إلى أن المطلوب من الإدارة الأميركية الحالية التوقف عن طرح مثل هذه المخططات العقيمة، وأن تعمل ولو لمرة واحدة على الامتثال للشرعية الدولية وتطبيق القرارات الدولية، إذا كانت صادقة فعلاً بأنها ترغب في تحقيق السلام في المنطقة.