استقبل رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري في "بيت الوسط" وفدا من حركة "أمل" برئاسة النائب محمد خواجة، في حضور رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري والمستشارين الدكتور غطاس خوري وهاني حمود.
واشار خواجة بعد اللقاء، الى اننا "نقلنا تحيات رئيس مجلس النواب نبيه بري وكتلة التنمية والتحرير وقيادة حركة أمل إلى الحريري، مهنئين إياه بسلامة العودة إلى الوطن، ومتمنين أن تكون هذه العودة نهائية ودائمة، لأن لبنان بحاجة إلى أمثال الرئيس الحريري لا سيما في هذا الوضع. وكان اللقاء مناسبة للإعراب عن تقديرنا الكبير للكلمة الجامعة الوطنية التي ألقاها في المهرجان الشعبي الكبير بمناسبة الذكرى العشرين لاستشهاد رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري. هذه الكلمة التي دخلت إلى شغاف قلوب اللبنانيين، لأننا اليوم بحاجة إلى من يتحدث عن وحدتنا الوطنية، من يجمع ولا يفرق بين اللبنانيين".
ولفت الى انه "عندما نتحدث عن مناسبة ذكرى رفيق الحريري، فإن هذه القامة يفتقدها لبنان واللبنانيون في هذه الظروف الصعبة والمصيرية، حيث تتراكم التحديات والمخاطر، وأولها خطر العدو الصهيوني، الطامع بثرواتنا الوطنية، والمستبيح لسمائنا، والمحتل لجزء عزيز من أرضنا، ولا يمكن مواجهة هذا الخطر إلا بالمزيد من التماسك الوطني وحفظ استقرارنا وسلمنا الأهلي والالتفاف والتوحد حول الرأي والموقف اللبناني".
وكان الحريري قد استقبل النائب أديب عبد المسيح الذي قال على الأثر: "زيارتي للحريري هذه السنة مميزة وتختلف عن السنين الماضية، فهذه السنة أحيينا ذكرى كبيرة للشهيد جورج عبد المسيح في الكورة، والذي قتل على يد النظام السوري وبنفس الطريقة ومن نفس الأشخاص والجهات التي قُتل بها بعد سنوات طويلة الشهيد رفيق الحريري. وبالتالي تجمعنا بهذا البيت الشهادة والتوجهات السياسية نفسها والخطاب السياسي ذاته، وقاعدته وأهله هم أهلنا وقاعدتنا، وتحديدا في منطقة الكورة. وقد وجهت له تحية كبيرة وتمنيت له التوفيق بكل ما يخطط له بالمستقبل، وآمل أن نجتمع سويا لمحبة هذا البلد وإعماره وبنائه واسترجاع الدولة المخطوفة، التي نأمل في الأيام المقبلة العاجلة أن نراها باتت دولة حضارية تشبه دولة رفيق الحريري".
واستقبل الحريري رئيس مجلس الإدارة المدير العام لـ"شركة طيران الشرق الأوسط" محمد الحوت وعرض معه أوضاع الشركة. وخلال اللقاء، نوه الحريري بالجهود الجبارة التي قامت بها شركة طيران الشرق الأوسط، ولا سيما خلال فترة الحرب الأخيرة، شاكرا الحوت وكافة الموظفين، من إداريين وطيارين وطواقم، الذين خاطروا بحياتهم في سبيل إبقاء أرزة لبنان عالية دوما.
كما التقي الحريري النائب كريم كبارة يرافقه النائب السابق سامي فتفت. بعد اللقاء، أوضح كبارة أنه هنأ الحريري بسلامة العودة ونوه بمواقفه الوطنية الجامعة.
والتقى وفدا من حزب الله ضم الوزير السابق محمد فنيش والنائب أمين شري اللذين سلماه دعوة لحضور تشييع السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين.
واستقبل الحريري وفد تكتل "الاعتدال الوطني" الذي ضم النواب: وليد البعريني، سجيع عطيه، محمد سليمان، أحمد الخير، أحمد رستم وعبد العزيز الصمد، يرافقهم أمين سر التكتل النائب السابق هادي حبيش، وعرض معهم آخر المستجدات المحلية والإقليمية.
واستقبل الحريري المدير العام للامن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، في حضور السيدة بهية الحريري والمستشارين الدكتور غطاس خوري وجورج شعبان، وعرض معه الاوضاع الامنية في البلاد.
كذلك استقبل رئيس حركة "الاستقلال" النائب ميشال معوض والنائب السابق جواد بولس. واوضح معوض بعد اللقاء بانه في "الذكرى العشرين لاستشهاد رفيق الحريري ورفاقه لها نكهة مختلفة، نكهة العدالة والحق، لأن منظومة الممانعة التي اغتالت الرئيس الحريري واغتالت الرئيس رينيه معوض وشهداء ثورة الأرز ورؤساءنا وقادتنا وناشطينا ومفكرينا سقطت. من هنا كان اللقاء مع الحريري له بعد عاطفي كبير نتيجة هذه التغيرات التي حدثت والتي تعنينا بالمباشر كما تعني كل اللبنانيين. ولكن في الوقت نفسه، علينا ان ننظر إلى ما يحصل ليس فقط على أنه عدالة محققة، على أهميتها والتي منعنا من تحقيقها سابقا، ولكن اللبنانيين مُنعوا أيضا من بناء دولة وبلد ووطن يشبههم. لذلك يجب أن ننظر إلى ما يحصل كفرصة للمستقبل، فرصة لبناء لبنان الذي منعونا منه، لبنان الذي اغتالوا شهداءه، لبنان السيادة والدولة التي تحتضن كل أبنائها وتحتكر السلاح والقرار والدفاع عن أرضها، لبنان الحرية والاعتدال والتنوع والنهوض والحياة، هذا الوطن الذي لدينا الفرصة الحقيقية لبنائه اليوم".
اضاف: "وهذا الأمر كان في صلب نقاشنا مع الرئيس الحريري، فالفرصة اليوم تجعلنا مسؤولين أمام التاريخ وشهدائنا وأولادنا إن لم نلتطقها. وإذا نظرنا مجددا إلى السنوات العشرين الماضية من النضال الذي خضناه، بانتصاراتنا وهفواتنا، نرى أننا حين كنا موحدين، مسلمين ومسيحيين دفاعا عن لبنان العظيم، انتصرنا، وحين دخلنا في زواريب السياسة اللبنانية هُزمنا. لذلك مسؤوليتنا اليوم أن نبني هذا الوظن الذي نريد. ونحن لا نريد أن نتعاطى مع أي طرف بالطريقة التي تم التعاطي فيها معنا سابقا، نحن لا نريد إقصاء أحد. وحين أقول أن لبنان للجميع لا أعني بذلك مكوناته الطائفية فقط، وإنما هو للشباب أيضا الذين يجب أن نعطيهم الفرصة، للطبقة الوسطى التي يجب أن نعيد بناءها، للمزارع والمعلم والعسكري وموظف القطاع العام، للمريض وحقوقه، للقطاع الخاص الشرعي. هذا الـ"لبنان" الذي يجب أن نعيد بناءه يدا بيد، نحن والرئيس الحريري وكل القوى التي ضحت ولا تزال تضحي".
ثم استقبل الحريري وفدا من هيئة مكتب حركة "تجدد للوطن" برئاسة شارل عربيد الذي قال على الأثر: "من الطبيعي لنا كحركة أن نزور الرئيس الحريري، وخاصة بهذه المناسبة وذكرى 14 شباط، ومن المفيد أن نؤكد دائما أننا كـ"تجدد للوطن" نؤمن بما يؤمن به الرئيس الحريري وهذا البيت، وهو الاعتدال والعيش معا والمناصفة والطائف. هذا ما نؤمن به في حركتنا، وبالتالي وجودنا هنا طبيعي. وقد كانت مناسبة تداولنا فيها بأمور البلد وتلك التي تهم طائفة الروم الكاثوليك التي نحن منها. لكن من الضروري أن نتنبه إلى أن تغيرات كثيرة حصلت في المنطقة، وهذه مناسبة وفرصة للبنان بانتخاب الرئيس جوزاف عون وتشكيل هذه الحكومة".
واضاف: "نحن داعمون لهذا العهد وهذا المسار لكي نبدأ بطريق الإصلاح. وقد ركز الحريري كثيرا على موضوع الإصلاح، وأعتقد أن كل اللبنانيين الوطنيين السياديين الشرفاء يريدون أن يسير لبنان على طريق الإصلاح. جميعنا ضحى من أجل هذا البلد، ونأمل أن تصبح الظروف المقبلة أفضل بالنسبة لكل اللبنانيين. هناك استحقاقات كثيرة ولكن علينا أن نتجه نحو العمل والإنتاج لكي نخرج من هذا الوضع. أمامنا ملفات اقتصادية اجتماعية معيشية سياسية في كل القطاعات". وختم: "على الشعب اللبناني أن يبقى مؤمنا بلبنان وأن نذهب إلى الإصلاح والإنتاج، ونأمل أن نعيد بناء الثقة ويحل الاستقرار في لبنان".