أوضح وزير الشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الأعمال وائل أبو فاعور أن "زيارته الى السعودية ولقائه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري كانت في اطار التشاور الدائم الذي يحرص عليه رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط مع الحريري والتشاور ليس فقط حول الحكومة بل حول الوضع العام في لبنان، ونعلم حجم الجهد الذي بذله الحريري لدعم وتغطية الجيش اللبناني في الاحداث التي حصلت في صيدا وجهود قيادات صيداوية اخرى من النائبين فؤاد السنيورة وبهية الحريري، ورئيس مجلس النواب نبيه بري ايضا الذي لعب دورا ايجابيا كبيرا، لذا دور الحريري مقدر وموقعه مقدر ونحتاج اليه في كل حياتنا السياسية، من هنا كانت الزيارة للتشاور معه حول الحكومة وغيرها من القضايا والوضع الامني الحاصل في البلد الذي لدى الحريري ولدى جنبلاط قناعة بأنه يجب ان يقودنا الى استنتاجات اولها دعم الجيش اللبناني والتمسك بالسلم الاهلي والتمسك بمنطق الدولة والاسراع في تأليف حكومة".
وبعد لقائه مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون اللاجئين والسكان والهجرة آن ريتشارد، اوضح ان "اللقاءات مع المسؤولين السعوديين سواء مع وزير الخارجية الامير سعود الفيصل او غيره تأتي في اطار التشاور المستمر بين النائب وليد جنبلاط وبين السعودية، هذه العلاقة التي يحرص عليها النائب جنبلاط حرصا كبيرا لمصلحة لبنان ولاجل دعم لبنان"، مؤكدا ان "الموقف السعودي واضحح وهو انها لا تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني وليس لها توجيها معينا او مطلبا معينا او قرارا معينا في ما يتعلق بالمجريات السياسية الداخلية اللبنانية، وهذا ما يدأب المسؤولون السعوديون على تكراره لكل من يزورهم من لبنان ويؤكدون ان السعودية تقف على مسافة واحدة من كل الافرقاء في لبنان وانها مهتمة بسلامة لبنان واستقراره"، مؤكدا ان "وجهة نظرنا في الحزب التقدمي الاشتراكي وفي جبهة النضال هي ان على البعض في لبنان ان يقتنع بأن السلم الاهلي هو درة التاج اللبناني وان يقتنع ايضا انه في تدخله في قضايا متعددة لا طائل لنا منها ولا قدرة لنا على تحملها في سوريا او في غيرها، نكون نأخذ الوضع الداخلي اللبناني في اتجاه مخاطر جمة ونأخذ علاقة لبنان بالمجتمع العربي في اتجاه مخاطر جمة"، متمنيا ان "يقدر البعض حجم الضرر الذي يلحق بلبنان واللبنانيين من التورط وتوريط لبنان في نزاعات اقليمية لا علاقة للبنان ولا للبنانيين بها".
وعن لقائه بري قال أبة فاعور: "سألتقي وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل لانقل له اجواء الزيارة وكان الوزير غازي العريضي زار بري امس وبحث معه في كل التفاصيل".
وعن نتائج زيارته السعودية في ما يتعلق بالوضع الحكومي اوضح انه "ليس المأمول من زيارته السعودية، كما قال البعض، ان تحمل كلمة السر، فالسر الذي يجب ان يحفظه اللبنانيون بين بعضهم البعض هو التفاهم الداخلي"، لافتا الى "ان الامور ما زالت قيد التشاور وهي ليست مقفلة وإن كان هناك حتى اللحظة تباينات في المواقف حول تأليف الحكومة ولا يجب ان يتطوع احد لينعى تأليف الحكومة او يقول ان الاجواء لا تشير الى تأليف حكومة".
وشدد على أن "هناك جهود مهمة يبذلها رئيس الحكومة المكلف تمام سلام بالتفاهم والتعاون مع رئيس الجمهورية ورعايته للوصول الى تشكيلة حكومية تحمي البلد في هذه الفترة وترضي الجميع، وسلام يقوم بجهد كبير ويتصرف بصبر كبير وهو يقدر الظروف وتاليا حجم الاخطار وما رأيناه في صيدا الاسبوع الماضي هو دافع اضافي لسلام ليبدي المزيد من الحرص ويكون اكثر دقة في مقاربة الامور".
وتعليقا على طلب بعض القوى السياسية من الرئيس الملكف الاسراع في تأليف الحكومة او الاستقالة قال: "اعتقد ان المطلوب منا جميعا كقوى سياسية ان نقف الى جانب رئيس الحكومة المكلف والى جانب رئيس الجمهورية في سعيهما لتأليف الحكومة وان نخلق جوا مؤاتيا ومسهلا لتأليف الحكومة بدل ممارسة الضغوط السياسية والاعلامية التي لا تقدم ولا تؤخر الا في اثارة بعض العنتريات او في اثارة المزيد من القلق بين اللبنانيين في هذا الظرف الصعب"، مشيرا الى ان "سلام يدرك مسؤولياته وهو يتصرف على هذا الاساس والمشاورات مستمرة بين كل الافرقاء السياسيين بعيدا من الاعلام، وجلسته مع بري كانت ممتازة وسعد الحريري يدعم في كل الخيارات التي يقوم بها، والنائب جنبلاط يمارس هذا الدعم"، متمنيا "ان تتوقف بعض المواقف غير المسؤولة التي تخير الرئيس سلام بين التأليف السريع وبين الاعتذار، وفي كل الحالات اذا كان بين اصحاب هذه المقولات من لم يعد يعجبه وجود سلام يمكنه ان يذهب الى المجلس النيابي ويسحب الثقة منه"، لافتا الى ان "المسؤولية اللبنانية تقتضي من كل الاطراف مساعدة الرئيس الملكف".
وعن لقائه مع ريتشارد، أشار أبو فاعور إلى أن "الأخيرة ابلغته ان حجم المساعدات الاميركية التي قدمت الى الان للنازحين السوريين الى لبنان بلغت 160 مليون دولار"، مؤكدا انها "ليست مساعدات مباشرة للحكومة اللبنانية بل الى منظمات الامم المتحدة والجمعيات الاهلية العاملة في لبنان"، معتبرا ان "الامر ايجابي ولكن لا يكفي"، لافتا إلى "اننا ابلغنا الوفد الاميركي ان المسألة تجاوزت الاحتياجات المادية والدعم المادي للنازحين وباتت تتجاوز قدرة المجتمع اللبناني وقدرة الدولة اللبنانية على الاحتمال، لذا هناك خيارات تمت مناقشتها مع رئيس الجمهورية ومع رئيس مجلس الوزراء ويمكن ان تلجأ اليها الدولة اللبنانية، واحد منها يمكن ان يكون ايجاد نقاط توزيع للمساعدات على الحدود اللبنانية - السورية بحيث يستطيع المواطنون السوريون ان يحصلوا على المساعدات ويعودوا الى الاراضي السورية اذا كان الامن متوفرا، اي اذا كان النقص الاساسي نقص خدمات او مساعدات او اغذية او طبابة يمكن معالجته"، مؤكدا أن "الامر خاضع للنقاش لانه يحتاج الى تفاهمات اكبر من الدولة اللبنانية".
ولفت أبو فاعور إلى أن "الامر الاخر الذي ناقشناه هو اقامة منطقة استقبال على الحدود اللبنانية السورية تديرها الدولة اللبنانية مع المفوضية العليا للاجئين يتم فيها التدقيق مع النازحين السوريين، ومن يستوفي شروط النازح يرحب به في لبنان وهذا التزام واضح من الدولة اللبنانية، واذا كان هناك حالات لا تستوفي شروط النزوح يمكن النظر فيها، وهذه نقاط اولية يتم البحث فيها في الاجتماعات التي تحصل مع رئيس الجمهورية ومع رئيس مجلس الوزراء".