أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية زكريا الآغا أن "الزيارة إلى سوريا كانت إيجابية لما تضمنته من أمور تم بحثها مع الجانب السوري، وخاصة المبادرة الفلسطينية، التي تم التوافق عليها من كل الفصائل الفلسطينية، سواء الفصائل المنضوية تحت منظمة التحرير الفلسطينية أو تحالف القوى الفلسطينية".
وفي حديث صحافي، أشار إلى ان "المبادرة الفلسطينية تتلخص في إخلاء المخيمات من مظاهر النشاطات العسكرية، ووقف كل الاشتباكات التي تدور حالياً أو في المستقبل، لأننا أساساً ضد أي اقتتال داخلي في المخيم، ونحن في منظمة التحرير الفلسطينية لا ندعمه ولا نؤيده، ولا نعطي غطاءً له بأي صورة من الصور، وتتلخص أيضاً بحرية الحركة من وإلى المخيم، سواء الأفراد أو السيارات أو الجهات الداعمة، وإعادة البنية التحتية للمخيمات، لأن البنية التحتية في معظم المخيمات تأثرت مثل الماء والكهرباء وغيرها، وبالإضافة إلى ذلك، تسوية أوضاع المعتقلين الذين يبلغ عددهم حوالي 1000، ونريد الإفراج عن من لا يثبت عليه أي تهمة، والباقي إذا كان هناك متهمون يُمكن أن تسوى أوضاعه، فتسوى، أما إذا كان هناك تهم كبيرة، فالقانون يأخذ مجراه، لأننا في كل القطر العربية نحن تحت القانون، وليس فوق القانون".
كما أشار إلى ان "هذه المبادرة التي تم التوافق عليها فلسطينياً، هدفها أولاً إيجاد بيئة آمنة داخل المخيمات، وتؤدي إلى عودة الذين نزحوا عن المخيمات، بتوفير سبل الحياة الكريمة لهم من خلال تواجد كل المواد الأساسية اللازمة لمعيشتهم، أو من خلال إعادة البنية التحتية لهؤلاء النازحين"، آملاً "النجاح، وأن تأخذ هذه المبادرة طريقها للواقع، وقد وعدنا المسؤولون السوريون بدعم هذه المبادرة، ما دام متفق عليها فلسطينياً، لأن الوضع مأساوي في الحقيقة، فالفلسطينيون في سوريا لاجئون إلى خارج المخيمات، ومشتتون في داخل سوريا، وجزء آخر خارج سوريا، كما نرى هنا في لبنان وغيره، وهذا الوضع لا يُمكن أن يستمر، وله مضاعفات كثيرة".
كما شدد الآغا على أن "منظمة التحرير الفلسطينية، ومنذ اللحظات الأولى، بالإضافة إلى الموقف السياسي، أخذت موقفاً عملياً بدعم اللاجئين في سوريا، والتركيز لدينا هو على اللاجئين داخل سوريا لأنهم هم الأكثر معاناة والأكثر مشاكل من حيث السكن، ولا يوجد جهات تدعمهم، باستثناء منظمة التحرير ووكالة الأونروا، ونريد أن يتوقف زحف اللاجئين إلى خارج سوريا، وبالذات إلى لبنان، نظراً لحساسية الأوضاع داخل لبنان والمشاكل التي يُمكن أن تنتج من هذا الازدحام الشديد، وهناك أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين، إضافة إلى الموجودين، ونحاول بقدر ما نستطيع - صحيح ظروفنا المادية صعبة، لكن نحاول أن نوفر ما نستطيع من المساعدات لهؤلاء اللاجئين، حتى لو اضطر الأمر إلى أن يُساهم العاملون في السلطة الوطنية الفلسطينية بجزء من مرتباتهم من أجل إعادة هؤلاء النازحين".