إستقبل رئيس الجمهورية ميشال عون منذ أيام أهالي العسكريين المخطوفين لدى داعش والذين لا يزال مصيرهم مجهولاً بعد إختفائهم في العام 2014، في ذلك اللقاء وعدهم خيراً مؤكداً أنه لن يألو جهداً ليكشف عن مصيرهم. واليوم انتقل الرئيس عون الى قطر ليناقش في ظاهر الزيارة ملف العلاقات اللبنانية-القطرية وعودة السياح الى لبنان بعد حظر دام سنوات، ولكنه سيثير ملف العسكريين المخطوفين لدى داعش خصوصاً وأن لقطر دورا سابقا في المساعدة على الافراج عن العسكريين المخطوفين لدى النصرة.
في العام 2015 أُفرج عن العسكريين المخطوفين لدى "جبهة النصرة" والذين كانوا اختطفوا في جرود عرسال في آب 2014 بعد وساطة قادها من الجانب اللبناني مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، أما الوسيط يومها فكان من الجانب القطري. واليوم ينتقل الرئيس عون الى قطر حاملاً في جعبته هذا الملف، الذي وبحسب الكاتب والمحلل السياسي جوني منيّر فإن "الأخير سيطلب مساعدة القطريين في هذا الملف ولكن دون أن يثار الموضوع في العلن، والهدف عدم توجيه أصابع الإتهام نحو قطر في تمويل الإرهابيين"، مشيراً الى أن "الدوحة ومن خلال علاقاتها العربية استطاعت سابقاً أن تحلّ لغز العسكريين المخطوفين لدى النصرة، فما المانع أن تكرر هذا الامر حالياً مع المخطوفين لدى داعش؟!". في السياق عينه رأى الكاتب والمحلل السياسي طوني عيسى أنه "لا يمكن أن نعول كثيراً على إيجاد حلول سريعة لمسألة المخطوفين لدى داعش ولا يمكن التأمل كثيراً أن تنعكس الانفراجات في الداخل اللبناني على هذا الملف لأنه مرتبط بمسار خارجي اقليمي الذي لا يزال معقداً".
منذ حوالي السنة والنصف لم يسمع أي خبر عن أماكن تواجد الجنود اللبنانيين لدى داعش أو حتى عن مصيرهم، وفي الأيام الأخيرة صدر كلام يؤكد وجود وسيط جدّي جديد في هذا الملف. وهنا يلفت منيّر الى أن "لا مؤشّر جدّي عن مصيرهم، من هنا سيطالب الرئيس عون بالحصول على جواب واضح سواء كانوا أموات أو أحياء وبالتالي سيسعى الى اطلاق سراحهم". أما عيسى فيرى أن "الموضوع هذه المرّة أصعب ممّا كان عليه يوم تدخلت قطر للإفراج عن العسكريين لدى جبهة النصرة، لأن تنظيم "داعش" يشهد نهاياته من خلال ما يحصل في الموصل وسوريا، والسؤال الذي يطرح "هل القوى الكبرى التي دعمت هذه المنظّمة واستخدمتها قادرة أن تلعب نفس الدور الذي لعبته سابقا، وبالتالي أن تمون على عليها وتحركها بوساطات معيّنة؟".
في المحصلة، لا بدّ من طرح سؤال وجيه، هل ينجح عون في الحصول على المساعدة القطرية لتحريك ملف العسكريين المخطوفين لدى داعش وبالتالي معرفة مصيرهم وإعادتهم الى ذويهم إذا كانوا على قيد الحياة؟! وهل يبدأ اللبنانيّون بالسير قُدُمًا ولو ببطء لطيّ هذا الملفّ الّذي شغل بال لبنان طيلة فترة اختطاف جنود الجيش اللبناني ولا يزال كذلك حتّى اليوم؟!.
الصورة لدالاتي ونهرا