وكأنَّه كُتِبَ على اللبناني ألا يكون مرتاحاً، وكأنَّ قدره أن يبقى يتأرجح بين أن يكون خائفاً وخائباً أو محبطاً ومترقباً.
هذه الإنطباعات والمشاعر مردُّها إلى عدم الإستقرار الذي يعيشه، سواء على مستوى الملفات الداخلية أو على مستوى التطورات الخارجية ولا سيَّما الخليجية منها.
***
على المستوى الداخلي، أمس بدأ سريان مفعول العقد الإستثنائي لمجلس النواب الذي ينتهي الثلاثاء في العشرين من هذا الشهر، باقٍ منه من اليوم ثلاثة عشر يوماً، المطلوب في هذه الفترة القصيرة إنجاز قانون جديد للإنتخابات النيابية يتضمَّن بنداً يُحدِّد مدة التمديد للمجلس الحالي، إلى حين إجراء الإنتخابات وفق القانون الجديد. أما إذا حلَّ العشرون من حزيران من دون قانون جديد، فمجلس النواب مدعو إلى جلسة لإقرار التمديد الثالث لهذا المجلس، لئلا يكون الفراغ هو البديل.
***
أين وصلت الأمور؟
وأين تعقّدت؟
الإجتماع الليلي الذي ترأسه رئيس الحكومة سعد الحريري وضمَّ الوزير علي حسن خليل والنائب جورج عدوان والوزير جبران باسيل، والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل، والذي امتدَّ حتى ساعات الفجر الأولى من الأربعاء، عالج الكثير من الأمور العالقة لكن لم تصل الأمور إلى أن يصعد الدخان الأبيض، بل بقيت بعض الأمور العالقة، ولم يُفصِح المجتمعون عنها حرصاً على تذليلها، ولئلا تنبت عراقيل جديدة أو تُزرَع ألغام جديدة.
ووفق ما أصبح واضحاً، فإنَّ القانون الجديد هو القانون النسبي، وأنَّ الدوائر الإنتخابية هي خمس عشرة دائرة، وأن اللوائح هي مقفلة، كما أنَّ عتبة التأهيل هي عشرة في المئة.
بالنسبة إلى حصة المغتربين من النواب فقد تبقى إلى الدورة اللاحقة، كما أنَّ نقل المقاعد قد أُسقِط.
***
عودوا إلى الكتاب، تلك هي نصيحة تيار المستقبل، وما هو مقصود بالكتاب هنا هو ليس الدستور فقط، بل إتفاق الطائف أيضاً، والجامع المشترك بينهما هو العيش الواحد ورفض التقوقع.
***
رئيس الحكومة سعد الحريري يسعى إلى قانون يوصل مجلساً نيابياً يُشرِّع للناس ولرفاهية الناس وحقوقهم التي يجب أن تؤخذ من دولتهم، ولهذا فإنَّه حين عُقد الإجتماع شبه الحاسم، كان عائداً من إفطار لتيار المستقبل زفَّ فيه إلى أبناء بيروت سلسلة من الوعود الجدية والتعهدات الصادقة بمشاريع وبنى تحتية من شأنها أن تعيد للعاصمة بعض رونقها، ومما قاله ووعد به وخاطب به أبناء بيروت:
حرش بيروت باقٍ وباقٍ لأهل بيروت.
شط الرملة البيضاء... باقٍ لبيروت وأهل بيروت.
بحر بيروت ملوث، ومن حقكم وحقنا جميعاً ببحر نظيف. المشكلة أنَّ المياه الملوثة تتجمع بشكل صحيح مئة بالمئة، ولكنَّ جزءاً كبيراً منها يذهب إلى البحر، لأنَّ محطة تكرير برج حمود لم يبدأ العمل بها إلا منذ بضعة أسابيع، ومحطة تكرير الغدير بحاجة لإعادة تأهيل، لكي تصبح هاتان المحطتان تستوعبان كل مياه الصرف والأمطار في بيروت. العمل عليهما قائم ولكنه يحتاج لوقت.
مناقصة الكنس والجمع، بمواصفات عالمية، ستتمُّ بعد ثمانية أيام بالتحديد. والخطة الشاملة للفرز من المصدر، وتحويل النفايات لطاقة انتهت بالنسبة إلى الكهرباء، أعلم أنَّ البلدية وضعت خطة لتأمينها 24 على 24 في بيروت، وهي في نقاش مع وزارة الطاقة للإنتقال إلى التنفيذ بأسرع وقت.
***
هذا غيضٌ من فيض ما زفَّه الرئيس سعد الحريري إلى أبناء بيروت وإلى القاطنين في بيروت، باعتبار أنَّ العاصمة تحتضن نصف أبناء البلد.
والثقة كل الثقة بإنجاز قانون الإنتخابات ليكون بالإمكان الإنصراف إلى المشاريع الموعودة.
أما لجهة التمويل فإنَّ هناك شراكة بين مشاريع الحكومة وبين القطاع الخاص، ولا سيَّما اصحاب المصارف وفي مقدمهم الوزير السابق مروان خير الدين صاحب بنك الموارد المعروف بديناميكته وعلومه العالية ونيله ارفع الشهادات من جامعتي هارفرد وكولومبيا حيث يعود كل عام الى هاتين الجامعتين لمواكبة تطور العلوم الحديثة للاقتصاد وليضع ما يتعلمه في خدمة وطنه لبنان.
وما يدعو الى الامل ان الوزير خير الدين كان قابل اول من امس الرئيس الحريري وابدى استعداده لأن يكون همزة وصل ليحقق هدف الرئيس الحريري للعاصمة خصوصا ان المشاريع التي كشف عنها الرئيس الشاب تبلغ كلفتها نحو 750 مليون دولار ومن شأن انجازها احياء آمال البيروتيين.