مع تصاعد التوتر على الحدود السورية الاسرائيلية، تزامناً مع التوتر الحاصل على الحدود الشمالية لاسرائيل مع لبنان، شكّل اسقاط الطائرة الاسرائيلية الـF-16 اليوم منعطفاً جديداً في المواجهة مع اسرائيل. الجيش السوري أعلن في بيان أن دفاعاته الجوية تمكنت من اسقاط الطائرة، واسرائيل اتّهمت ايران باسقاطها، وغمز البعض إلى أن حزب الله هو المسؤول عن هذه العملية.
بغض النظر عن الجهة المسؤولة عن اسقاط الطائرة، فإن مرحلة المواجهة بين اسرائيل والمحور الذي يتألف من حزب الله وسوريا وايران قد دخل فصلاً جديداً. فاسقاط طائرة اسرائيلية لم يحدث منذ عقود يقارب 30 عاما، ما يعني أن تهديد السلاح الأقوى لاسرائيل بات سهلاً وممكناً في أي حرب مقبلة، خصوصاً وأن أكثر من عشرين صاروخاً قد أطلق لاسقاط الطائرة، وقد تكون رسالة من مطلقها بأن العتاد جاهز وموجود في أي حرب مقبلة.
ليست الـ F16 التقليدية هي التي سقطت اليوم، بل هي معدّلة خصيصاً من أجل اسرائيل وتحمل اسم F16i sufa أي العاصفة. فقد قامت منذ عام 2001 باخراج عدد كبير من طائرات f16 من الخدمة واستبدالها بالحديثة sufa التي صنعت خصيصاً لها، وهي نسخه مجهّزة للتدخل بعيد المدى. كل ذلك يدل على أن ما أسقطه "محور المقاومة" ليست طائرة استطلاع أو ما شابه، بل هو سلاح تفتخر فيه اسرائيل وتعتبره جزءاً أساسياً في سلاحها الجوي.
إذا شملنا ايران وسوريا وحزب الله كفريق واحد، اليوم سقطت الـf16 sufa في سوريا، وفي الأمس سقطت f15 strike eagle في اليمن، ما يؤكد أن ما يملكه هذا المحور اليوم، بات يشكّل تهديداً لأقوى ما تملكه اسرائيل، وهو سلاح الجو والطائرات.
في المقابلة الأخيرة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، لم يشأ الرد على سؤال حول امتلاك حزب الله هذا النوع من الصواريخ. ورغم اصرار الاعلامي سامي كليب على هذا السؤال، الا أن نصرالله ظل متشبثاً برفضه الإجابة. فمن المسؤول عن اسقاط الطائرة اليوم؟ وهل ما حصل هو جواب من حزب الله على السؤال القديم؟ وهل ما حصل اليوم، يمكن أن يكون رداً على التهديدات الإسرائيلية المتكررة على الحدود مع لبنان، خصوصًا بعد محاولات بلطجتها للبلوك النفطي رقم 9 في المياه الاقليمية اللبنانيّة ومحاولة سرقة أراضٍ لبنانية تحاول البناء عليها جدارها؟.