راى مصدر مطّلع لصحيفة "الجمهورية" أنّ من بين أبرز الأسئلة التي يجب أن تحتلّ عناية في خضم كل ما يجرى حالياً من سجال في لبنان حول قضايا مثارة تخصّ المحكمة العسكرية، هو لماذا تمّ في الخارج، وتحديداً في اميركا، خلال الاسابيع الماضية، توجيه حملة معنوية وإعلامية ضد المحكمة العسكرية، معتبرا ان " الجواب يمكن ادراكه من خلال عرض المعطيات الآتية التي برزت على شكل وقائع في اروقة الكونعرس الاميركي، واستمرت في التفاعل تصاعدياً طوال فترة التحضير لعقد مؤتمر روما الخاص بدعم الجيش اللبناني".
ولفت المصدر الى ان "المعطى الاول يتمثل ببروز لوبي داخل الكونغرس الاميركي اعضاؤه يؤيّدون اسرائيل، بذل خلال الاسابيع الاخيرة جهوداً علنية اتّبعت تكتيك إستغلال سجالات ووقائع لبنانية تدور حول محاكمات تجرى في المحكمة العسكرية، بهدف استخدامها مستمسكات لتشويه صورة الجيش اللبنانية وللتشويش بالتالي على الجهود المبذولة داخل أميركا، ومن بينها جهود الخارجية الاميركية، الهادفة الى الدفع قدماً بمسعى انجاح مؤتمر روما الخاص بدعم الجيش اللبناني"، مضيفا:"أما المعطى الثاني، فيسلط الضوء على الوقائع التي استخدمها هذا اللوبي صعَداً لخدمة الوصول الى هدف الطعن بنزاهة الجيش اللبناني. ونقطة البداية في هذه الحملة بدأت مع حملة التضخيم الملفتة لواقعة الحكم غيابياً بالسجن ستة اشهر الذي اصدرته المحكمة العسكرية في حق الباحثة اللبنانية الزائرة في معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى حنين غدار نظراً لمداخلة أجرتها في ندوة عقدت عام 2014، وقالت فيها إنّ الجيش اللنباني يفرّق بين إرهاب سنّي وإرهاب شيعي، اما المعطى الثالث يتمظهر من خلال رصد التتابع المنهجي الذي وجّه الحملة في اتجاه التصاعد في وتيرة تواكب إقتراب مؤتمر فيينا من موعد عقده. فبالتواتر تصاعدت حملة التصويب على المحكمة العسكرية وربطاً بها على الجيش اللنباني، بتتالٍ لافت: فبداية تم إتهامها بأنها ليست ذات اختصاص في قضية غدار، ثم رميت بتهمة محاباة حزب الله، ومن ثم بتهمة أنها معادية للمرأة في لبنان .