أكد رئيس جامعة القديس يوسف البروفسور سليم دكاش خلال احفال الجامعة بعيد شفيعها في كلية العلوم والتكنولوجيا أنه "واجب نابع من القلب والروح أن أرحب بكم جميعا في هذا العيد ال 143 الذي تحتفل به جامعة القديس يوسف في بيروت، عيد شفيع جامعتنا الذي يقام في لبنان المتخبط في حمى الإنتخابات الحريص على الوفاء بواجبه الديمقراطي على الرغم من الصعوبات المختلفة التي تواجهه. لا يسعني إلا أن أتمنى النجاح التام لحكامنا وفخامة رئيس الجمهورية، ورئيس حكومته ورئيس مجلس النواب في مهام كل منهم وفي ضرورة أن نسير ببلدنا ومواطنيه نحو الرفاه ونحو توفير المزيد من الإنارة الكهربائية وأوقات أقل ظلمة، وخدمات عامة أكثر إنتاجية وحركة مرور أكثر سلاسة وأكثر أمنا على طرقاتنا. هذا لا يمنع الجامعة من الإستمرار في سعيها من أجل تعزيز ثقافة أكاديمية في خدمة الوطن".
وأشار دكاش الى أنه "في هذا السياق، يسر جامعة القديس يوسف في بيروت، بالشراكة مع المعهد الفرنسي في بيروت، أن تستقبل بيننا هذا المساء وفدا من اثنتي عشر عضوا من معهد الـ"كوليج دو فرانس" Collège de France، وهو اليوم شريكنا المميز لأكثر من 12 عاما"، مشيرا الى ان "أكثر من 20 بعثة من الاساتذة من ال"كوليج دو فرانس" قدموا إلى الجامعة من أجل تعزيز تأثير الفرنكوفونية".
ولفت الى "أننا نرحب بوفد المعهد، وندعوكم إلى سلسلة من المؤتمرات والموائد المستديرة والندوات التي ستعقد غدا وبعد غد في حرم أو آخر من أحرام الجامعة أو في المساحة الثقافية الفرنسية، لأن السفارة الفرنسية في لبنان هي، في هذه الحالة كما هو الحال في العديد من المجالات، شريكتنا المميزة".
وقدم البروفسور دكاش رؤية الجامعة للمستقبل للعام 2025، وأعلن ان إدارة الجامعة ستشهد في وقت قريب إنشاء مجلس أعلى يتناول الفكرة الأميركية لوجود مجلس أمناء من أجل إقامة توازن أفضل للقوى داخل الجامعة، ولكن أيضا لدعم تطورها وتعلقها بقيم الفرنكوفونية والتقليد التعليمي للرهبنة اليسوعية".
وشدد على أنه "تحافظ الجامعة على الأسس نفسها لرسالتها، وتفضل من أجل المستقبل فكرة الجامعة التي تهدف إلى تميز التنشئة من خلال اكتساب الكفاءات والمهارات والاهتمام بإعطاء جواز مرور صالح لإمكانية توظيف خريجينا، وأهمية الأبحاث الأساسية والتطبيقية، في لبنان والشرق الأوسط، وتقديم الخدمة إلى المجتمع، لا سيما المجتمع الذي يرزح تحت وطأة المعاناة والقلق بشأن مستقبل أبنائه، مع العلم أن الخدمة الأخرى التي يجب تأمينها هي التربية على المواطنة. وهي تسعى إلى تشجيع الطلاب على اكتساب كفايات ومهارات قائمة على الإنسانية الموجهة التي تعترف بالتعددية الدينية والثقافية والإجتماعية، وهي إحدى أركان الفرنكوفونية، ولكنها تسعى إلى تطوير إدارة ديمقراطية لهذه التعددية من منظور التقارب والإنسجام".
واوضح دكاش "أننا نعلم أن تفكك الدولة يسلط الضوء على الهويات السياسية والإنتماءات الدينية والمذهبية بطريقة تجعل المواطن يصبح مواطنا وفقا لانتماءاته بدلا من أن يصبح مواطنا امن أجل الدولة. ونعتزم تطوير فكرة جامعة تكون ملتقى طرق وتقدم نفسها على أنها واجهة ثقافية ولقاء بين الأديان، وواجهة وطنية وإقليمية ودولية تهدف بأن تكون مساحة للنقاش والمصالحة بين اللبنانيين وغير اللبنانيين".
ولفت الى "أننا لا نبني المستقبل إذا لم تتمتع أسرتنا الجامعية بالروح نفسها. إن هذا السعي لإحياء الروح الجامعية لا يتم بدون العمل من أجل التوفيق بين هذه الروح والمؤسسة، وسنقدم برامج تنشئة مستدامة تعزز لدى المعلمين والموظفين الإداريين والطلاب التعلق بالقيم التي تدعو إليها الجامعة وكذلك التعلق بالمؤسسة".