اعتبر الوزير السابق عبد الرحيم مراد أن مؤتمر "سيدر" الذي ينعقد في باريس تحت عنوان دعم لبنان اقتصاديا من شأنه أن يزيد الديون والفوائد باعتبار ان ما ستقدمه الدول المانحة قروض وليس هبات، لافتا الى ان "القوى السياسية المتحمسة لهذا المؤتمر بحجة النهوض بالوضع الاقتصادي وعدتنا بنهضة اقتصادية منذ عشرات السنوات ولم نر أي أثر لها بل على العكس لم تكدس لنا الا الديون والفوائد بعدما لامس الدين العام الـ130 مليار دولار والفوائد الـ6 مليارات ونصف".
ورأى مراد في حديث لـ"النشرة" أن "الديون والقروض التي سنخرج بها من مؤتمر "سيدر" ستزيد الفوائد على الدين العام ما بين 3 و4 مليار دولار، أضف انه لا يمكن ان نجزم بصرف الأموال التي سيأتون بها بالأمكنة والمشاريع المناسبة، خاصة وأن لبنان مصنف من بين الدول الـ3 الأكثر فسادا في العالم".
وسخر مراد من الكلام عما سينتج عن المؤتمر وكيفيّة تأمينه حوالي مليون فرصة عمل في لبنان، معتبرا انّه "كلام انتخابي"، ودعا الناخبين لـ"يعوا حقيقة ما يحصل خاصة ان العدد الأكبر منهم يعي أصلا انها حركات انتخابية لا طائل منها". واضاف: "هم لم يحققوا شيئا طوال السنوات الماضية، فمن هذا الذي سيصدق انهم سيحققون شيئا اليوم"؟.
وردا على سؤال عن شكل الاصطفافات السياسية المقبلة ما بعد الانتخابات النيابية، شدد مراد على وجوب تشكّل معارضة حقيقية داخل مجلس النواب، باعتبار ان لا وجود للمعارضة اليوم، والكل تقريبا موالاة. وأضاف: "آن الأوان لمعارضة جدية تتوافق مكوناتها على ان تكون معارضة ايجابية لا ان تحصر اهتمامها بالتهريج"!.
واعتبر مراد انّه "لا يمكن تصوير المعركة الانتخابية في دائرة البقاع الغربي–راشيا حاليا على انها معركة ما بين 8 و 14 آذار، باعتبار ان مرشحين او 3 ممن خاضوا المعركة الى جانبنا في الاستحقاقات الماضية، هم اليوم في الصفوف المقابلة"، مشيرا الى ان لائحته تعمل على كسب ما بين 3 و 4 مقاعد نيابية، "لكن الكلمة النهائية والحاسمة في هذا المجال تعود للرأي العام، فما نتمناه شيء والواقع قد يكون شيئا آخر".
وعن مشروعه الانتخابي، أشار مراد الى انه يركز على قضيتين اساسيتين، "الخدمات التي نقدمها منذ 40 عاما من دون توقف سواء من خلال "الامبراطورية التربوية" او من خلال العمل على دار المسنين والعجزة وفتح الطرقات عند تراكم الثلوج وغيرها من تلك التي نقدمها للمنطقة". وقال: "اما القضية الثانية التي نركز عليها فحاجات ومطالب أهالي منطقتنا، وأبرزها حلول لأزمة نهر الليطاني، الموسم الزراعي وبخاصة موسم الشمندر السكري، اضافة لموضوع الاتوتستراد العربي الذي وعدنا منذ عشرات السنوات بتنفيذه وانتهاء العمل به، فيما في الواقع الامور لا تزال تراوح مكانها".