شكَّلت الحربُ التِّجاريَّة بين الولايات المُتَّحدة والصِّين، على حيِّزٍ مُهمٍّ مِن المُتابعة الإِعلاميَّة في العام 2018، وهي مُرجَّحةٌ للاسْتِمرار في العامِ الجديد، فيما تَواصَل التَّوتُّر بين الكُوريَتَيْن الشَّماليَّة والجَنوبيَّة، كما وتَخلَّى راوول كاسْترو عن رِئاسةِ كوبا، غير أَنَّ البارز مَحَليًّا هذا العام، كان تعثُّر ولادة الحُكُومة في لُبْنان، حتَّى لحظة إِعداد هذا التَّقرير... فيما تَرْزح البِلاد تَحْت ثِقْل ملفَّاتها المَفتوحَة، وضِمْنًا عِبْءُ اللاَّجئيين والأَزمات السِّياسيَّة المُتَتالية فُصُولا...
الحربُ التِّجاريَّة
من ميزات الرَّئيس الأَميركيِّ دونالد ترامب، أَنَّه واضحٌ وصريحٌ، على نحوٍ لم يَعْتَده العالم من سياسيٍّ. لذا فقد وصف البعض شخصيَّته بـ"العدوانيَّة المُباشِرة"، وبـ"النَّزْعة الشَّخصيَّة المُفْرَطة"... ومِن هُنا يُمكن فَهْمُ تَصريحَه أَنَّ هدفه المُباشر هو "عرقلة الصُّعود الصِّينيِّ الَّذي بات يُشكِّل اعتداءً مباشرًا على مكانة الولايات المُتَّحدة"، وحَديثَهُ عن "العَجْز غير العادل في الميزان التِّجاريِّ، وانْتِهاك حُقوق المِلكيَّة الفكريَّة، والتَّجسُّس الإِلكترونيّ، واسْتخدام التِّكنولوجيا في الأَغراض العسكريَّة، والتَّمدُّد الصِّينيّ على المُستوى العالميِّ"... ومِن ثَمَّ كان إِعلان الولايات المتَّحدة في تمُّوز 2018 فرض رُسومٍ جُمْركيَّةٍ بِنسبة 25 في المِئة على بَضائع صينيَّةٍ تبلغ قيمتها 34 ملْيار دولار. وتَبِع ذلك فرض الصِّين نسبةً مُماثِلة من الرُّسوم على 545 مُنْتجًا أَميركيًّا، بقيمَة 34 مليار دولار أَيْضًا. غير أَنَّ حرب ترامب الحِمائيَّة على بِكين فَشلت –على ما يَبدو- في تَقْليص العَجْز التِّجاريِّ بين البلدَين، ولم تَمْنع من صُعودِه لِمَصلحة الصِّين.
لكنَّ قطاع صناعة السَّيَّارات الأَميركيَّ كان الأَكثر تَضرُّراً، فخَّفضَت شَرِكتا "فورد" و"جنرال موتورز" توقُّعات الأَرباح لعام 2018، بسبب ارتفاع أَسعار الصّلب والأَلمنيوم نتيجة الرُّسوم الجُمْركيَّة الجَدِيدة.
وفي المُقابل عانى الاقْتِصاد الصِّينيُّ من ارْتِفاع الأَسْعار نَتِيجة ارْتِفاع التَّعريفات على الوارِدات، ما قادَ إِلى تَراجُع مُعدَّلات الطَّلب المحلِّيِّ. ونَما الاقْتِصاد الصِّينيُّ بالتَّالي بِوَتيرةٍ أَبْطأ من المُتَوقَّع (6.5 في المِئة في الرُّبع الثَّالث من العام مُقارنةً مع الفَتْرة ذاتِها قبل عامٍ).
كما وحاولَت بِكين تَشْكيل تَحالُفٍ تِجاريٍّ جديدٍ، في مسعًى إلى عزل واشنطن، بخاصَّةٍ وأَنَّ الصِّين ليست الدَّولة الوَحيدة الَّتي تَضرَّرت مِن تعريفات واشنطن الجُمْركيَّة.
أَميركيًّا أَيْضًا أُجْرِيَت الانْتِخابات التَّشريعيَّة النِّصفيَّة في الولايات المُتَّحدة، وجاءت نتائجُها لِتُعطي الدِّيمقراطيِّين غالبيَّة مَقاعد مَجلس النُّوَّاب.
التَّوتُّر بَيْن الكُوريتَين
ولَمْ يَحدث أَيُّ تغييرٍ على صَعيد التَّوتُّر بين الكوريَتَيْن الشَّماليَّة والجَنوربيَّة، مع تَسْجيل حَدَثِ افْتِتاح الأَلعاب الأُولمبيَّة الشَّتويَّة في "بيونغتشانغ" (كوريا الجَنوبيَّة)، وسط مُناخٍ مِن التَّوتُّر الحادِّ مع الشَّمال.
إِشارةً إِلى أَنَّ زعيم كوريا الشَّماليَّة كيم جونغ أَوْن، كان عَبَر الحُدود في 27 نَيْسان 2018 إِلى كُوريا الجَنوبيَّة، للمرَّة الأَوْلى، حَيْث كان في اسْتِقباله الرَّئيس الكوريُّ الجَنوبيُّ مون غاي إِن.
كاسترو
وفي العامِ 2018 أَيْضًا، تخلَّى راوول كاسترو عن رِئاسة كوبا، بعد حوالي ستَّة عقودٍ مِن حُكْمِ الأَخوَين فيديل وراوول كاسترو، لِمَصْلحة ميغيل دياز كانيل.
العَميلُ الرُّوسيُّ
وجاءَت محاولةُ اغْتِيال عَميل الاسْتِخبارات الرُّوسيِّ سيرغي سكريبال وابنته يوليا في مدينة "سالزبري" البَريطانيَّة، لتحطَّ الزَّيْت على النَّار بين موسْكو ولُنْدن، الَّتي اتَّهمت روسيا بالحادثَة.
وكانت روسيا نظَّمت في الـ2018، انتخاباتٍ رئاسيَّةً خاضَها الرَّئيس فلاديمير بوتين، وعَبَر مِنْها إِلى ولايته الرَّابعة في رئاسةِ روسيا الاتِّحاديَّة.
وبَعيدًا من السِّياسَة، اقترَنَ الأَمير البريطانيُّ هاري في 19 أَيَّار 2018، بالمُمَثِّلةِ الأَميركيَّةِ ميغان ماركل، في قصر "ويندسور"، في حفلِ زفافٍ كان حديثَ الإِعلام...
وأمّا روسيًّا فقد أُقيمَت فيها مُباراة "نِهائيِّ كأْس العالَم" لكُرَة القَدَم، في تَمُّوز الماضي. وجَرَت المُباراة في "ملعب لوجنيكي" في موسكو.
الملاحَةُ الجَويَّةُ
وعلى صَعيد الملاحة الجَويَّة، أَقْلَعت من "سيدني" أَوَّل طائرةٍ مِن دون توقُّفٍ بين أُستراليا ولُنْدن، قاطِعةً مِسافة 14496 كيلومترًا في حَوالي 17 ساعة و20 دقيقة.
ماليزيا
غيرَ أَنَّ وقع الـ2018، على ماليزيا، كان إِيجابيًّا، إِذ أَدَّى مهاتير محمَّد اليَمين الدُّستوريَّة رئيسًا للوزراء في أيّار الماضي. وفي اليوم التَّالي، تَمَّ العَفو عن المُعارض أَنْور ابراهيم وأُخْلي سبيلُه.
إِنْجازٌ عِراقيٌّ
وتَزامُنًا وفي أَيَّار أَيْضًا، نُظِّمَتْ انْتِخاباتٌ تَشْريعيَّةٌ ومَحليَّةٌ في العِراق، هِي الأُولى مُنْذُ طَرْد تَنْظيم "داعش" الإِرهابيِّ مِن الأَراضي الَّتي كان يُسيْطِر علَيْها.