شدّد "حزب الكتلة الوطنيّة اللبنانيّة" على أنّ ما يشهده لبنان في الأسابيع الأخيرة من أحداث ومن ردود فعل عليها يثير شكوكاً كثيرة في توقيته وتداعياته التي عطّلت عمل السلطة التنفيذيّة وألهت الناس عن الأوضاع الاقتصاديّة والمعيشيّة التي يرزحون تحتها.
ولفت الحزب، في بيان، إلى أنّ حادثة قبرشمون وملابساتها وما نجم عنها من تشنّجات سياسيّة، وردود الفعل الفلسطينيّة على قرار وزير العمل تنظيم العمالة الأجنبيّة، وأخيراً وليس آخراً إثارة موضوع مسّ فرقة موسيقيّة بالشعائر الدينيّة كلّها تصبّ في حرف أنظار المواطنين عن المشاكل الحقيقيّة في لبنان.
ورأى الحزب أنّ الدعوات لإلغاء حفل الفرقة الموسيقيّة "مشروع ليلى" بعد سنوات من تأليفها لأغنياتها وبعد أشهرٍ على الإعلان عن حفلتها في مهرجانات جبيل تتعدّى مسألة المسّ بالمعتقدات الدينيّة.
وإذ أكّد رفضه أيّ مسّ بمشاعر المواطنين وشعائرهم بأيّ أسلوب كان، دان "حزب الكتلة الوطنيّة" التهجّم المقابل على الحرّيات العامة وكأنّ ليس في لبنان من أجهزة قضائيّة وأمنيّة ودستور وقوانين تحمي الخصوصيّات الدينيّة والثقافيّة.
واعتبر أنّ "الأحزاب-الطوائف" تتدخّل في كلّ هذه الأمور بهدف إلهاء المواطنين عن فشلها مستغلّة المسائل التي ليست من اختصاصها. ودعا المواطنين، الذين يعون ما يصاغ لهم، إلى رفض ما يتعارض مع مصالحهم ومعتقداتهم بطريقة سلميّة وحضاريّة.
وذكّر في ختام موقفه بأنّ ظاهرة الإرهاب تاريخياً وعالمياً بدأت بالإرهاب الفكري وهذا ما تمكّن لبنان من تجنّبه حتى اليوم مرسّخاً الحرّية نهجاً لشعبه في منطقة ومحيط يسودها القمع والاستبداد.