لم يكن مرتاحاً النائب السابق وليد جنبلاط، لما سمعه من رئيس الحكومة حسان دياب منذ 4 ايام ، بل ما قاله وفيه جلد للـ30 سنة الماضية من السلطة والحكم، جعل جنبلاط يتوجس وتزيد الهواجس التي تدور في رأسه. منذ استقالة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ودخولنا في مرحلة انعدام الوزن وما تلاه من احداث واشتباك بين السلطة والثورة وفق ما تؤكد اوساط بارزة ومقربة من جنبلاط.
وتؤكد الاوساط ان جنبلاط على فرصته لحكومة دياب، ولا يرى غيرها من مخرج حالياً، لتجاوز الازمة ولكنه لن يُسّلم بما يجري بل هو يعارض على طريقته وبأسلوبه ووفق ما يراه هو مناسباً وهو يدرك ان الجميع في لبنان يواجهون المصير نفسه. وبالتالي يرى جنبلاط ان تحميل طبقة سياسية محددة ما جرى خلال الـ30 عاماً للهروب من المسؤولية وعدم تحملها الآن غير منطقي ومقبول. وخصوصاً ان هناك جزء او ثلاث ارباع هذه الطبقة موجود في الحكومة اليوم مع دياب.
وتستغرب الاوساط اتهام الناس بالفساد والتشكيلات القضائية، يجري التدخل فيها على قدم وساق. ونتهم الناس بالفساد ولا نتحدث عن خطط الحكومة: ماذا عن الاصلاح؟، مكافحة الفساد؟، آلية التعيينات؟، التعيينات القضائية؟
وتضيف ان جنبلاط يناقش أداء وسياسة والمنطق الذي يحكمها، وبالتالي هو بهواجسه يحاكي هواجس الوطن، وليس صحيحاً انه متضرر من كلام دياب شخصياً او مما حكي عن قضية المصارف.
وعن العلاقة مع "حزب الله" تؤكد الاوساط ان لا قطيعة في العلاقة والتواصل مستمر ويقوده الوزير السابق غاي العريضي عن "الاشتراكي"، والحاج حسين الخليل عن "حزب الله" وبالتالي ليس جنبلاط في حاجة لوساطة او ضمانات للتواصل مع الحزب او منه.
وتشير صحيح الى ان هناك ملاحظات وتباينات على السياسة الخارجية، وبعض الملفات الداخلية وخصوصاً في العلاقة غير المحدودة بسقف بين الحزب و"التيار الوطني الحر"، وعدم وضع ضوابط امام الوزير جبران باسيل وتسليم البلد له، ولكن لا يعني ذلك اننا على قطيعة، ونلتقي في استقرار لبنان وحفظه والانقاذ المطلوب في الملفين المالي والاقتصادي.
وعن العلاقة مع الرئيس الحريري، تؤكد الاوساط ان العلاقة جيدة بين الطرفين ولا حاجة الى لقاءات او ترتيب مواعيد، فالتواصل موجود ومفتوح، ومنذ فترة التقى الرجلان وكل التباينات ان وجدت تحل بالحوار والتفاهم.
وتكشف الاوساط، ان لا رغبة بتشكيل جبهة معارضة ضد العهد، وجنبلاط يعارض على طريقته، ويحاول تصويب الاداء، وابداء الملاحظات، ويرفض التشفي والكيدية، وهو كلل زعيم وطني ضنين بوطنه وبأهله وطائفته ويخاف عليهم، كما يخاف على نفسه وهذا واضح في أداء جنبلاط.
في المقابل يبدو "حزب الله" وفق اوساط في الاكثرية النيابية، حريصاً على انجاح عمل حكومة دياب، والخطة الانقاذية، ويسعى الى حل اي مشكلة مع اي طرف صديق او خصم بعيداً من الاعلام ويطبق مقولة "صفر" مشاكل داخلية وصفر سجالات مع اي طرف آخر. فالوضع القائم معقد الى درجة اكبر بكثير من تفاصيل او شعارات او "اختراعات" او "فقاعات" صوتية الهدف منها التشويش على الحكومة والاكثرية وعلى الوضع العام في البلد. فالمطلوب عمل والتفكير بصيغ انقاذية لا بصيغ نكائية وتدميرية وهدفها زج الجميع في آتون القلق على المصير.
وتشير الاوساط النيابية الى ان العالم كله مشغول بهّم "كورونا" ولا احد يبالي بلبنان وهو متروك لقدره المأزوم، كما لا احد يبالي لا من اميركا ولا اوروبا ولا الخليج كله بالجهات المعارضة التي تحاول فقط تفشيل حكومة دياب، وتلصقها بـ"حزب الله" وتروج ان لا حل الا من خلال صندوق النقد الدولي لارباكه وحشره بالزاوية مع العهد وحلفائهما.