أفادت صحيفة "الأهرام" المصرية بأن رغم كل التداعيات الإنسانية الفادحة للحرب التي تشنها إسرائيل فى قطاع غزة، ورغم كل الجهود التي بذلت من أجل الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ما زالت إسرائيل مصرة على المضي قدماً في عملياتها العسكرية داخل القطاع.
وأوضحت أن ذلك في مجمله يطرح دلالات عديدة يتمثل أبرزها في أن إسرائيل تسعى إلى كسب مزيد من الوقت من أجل تنفيذ الأجندة التي يتبناها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والائتلاف اليميني الذي يقود الحكومة الحالية.
وأشارت إلى أن هذه الأجندة هي التي تدفع تل أبيب حتى الآن إلى تنفيذ مزيد من العمليات العسكرية داخل قطاع غزة، على غرار تنفيذ عملية برية داخل مخيم جباليا، للمرة الثالثة خلال شهور قليلة، وهو المخيم الذي يضم أكثر من 165 ألف فلسطيني يقيمون على مساحة تصل إلى 1٫5 كيلو متر فقط، كما أنها هي الدافع وراء استمرار العمليات العسكرية فى لبنان، والتي تهدد بدورها بنشوب أزمة إنسانية لا تبدو هينة.
كما لفتت إلى أنها تُحفِّز إسرائيل على محاولة توسيع نطاق الحرب الحالية لتشمل دولاً أخرى في المنطقة، مثل إيران، التي ما زالت تهدد بتوجيه ضربة عسكرية جديدة ضد إسرائيل رداً على الهجمات التي شنتها الأخيرة داخل إيران فى 26 تشرين الأول الفائت.
واعتبرت أن ذلك ربما يؤدي إلى الدخول في دائرة من الرد العسكري والرد المضاد، وربما التحول إلى حرب إقليمية واسعة النطاق من شأنها أن تفاقم من حالة عدم الاستقرار التي بدأت تفرض بدورها تداعيات سلبية على أمن المنطقة بشكل عام.
وشددت على أن الحل يكمن في وقف آلة الحرب الإسرائيلية التي ما زالت ترتكب انتهاكات فادحة في قطاع غزة وتهدد بتكرار المأساة فى لبنان، معتبرة أن المقاربة المصرية تمثل نقطة الانطلاق في هذا الصدد، عبر العمل على الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ومواصلة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، كخطوة سوف تسهم في تهيئة المجال أمام البحث في سبل إنهاء هذا الصراع عبر العمل على إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.