غادر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بيروت متوجها إلى الإمارات العربية المتحدة.
وفي نشاطه قبل السفر، كان الحريري استقبل وفدا موسعا من جمعية "بيروت للتنمية الاجتماعية"، في حضور رئيسة مؤسسة "الحريري للتنمية البشرية المستدامة" بهية الحريري ورئيس الجمعية أحمد هاشمية. ودعا الحريري "جميع الأفرقاء في لبنان إلى التواضع والتفكير مليا في مصلحة البلد، لا سيما بعد التطورات الكبيرة التي شهدتها المنطقة"، مشددا على "ضرورة العودة إلى وضع لبنان أولا وفوق كل الاعتبارات في كل شأن يهم المصلحة العامة".
وشدد الحريري أمام الحضور على "مكانة جمعية بيروت للتنمية في قلب الشهيد رفيق الحريري وقلبه شخصيا"، منوها بأن "الجمعية مستمرة على نهج الرئيس الشهيد، وهذا ما جعلها تنشط بقوة خلال فترة الحرب الأخيرة التي عاشها لبنان، وذلك حين عمل أفرادها بقوة على مساندة اخواننا النازحين بكل ما يمكن من دعم"، وقال: "إن بيروت التي احتضنت رفيق الحريري وأعطته الكثير وبكت عليه، هي نفسها التي يجب أن نقوم بكل ما يمكننا من أجل إحلال الاستقرار فيها وفي كل لبنان، وأن نعمل بكل ما أوصانا به رفيق الحريري من أجل الحفاظ على وحدتها الوطنية وروحيتها وتوازنها والمناصفة فيها".
وكان الحريري استقبل، وفدا كبيرا من مؤسسة "الحريري للتنمية البشرية المستدامة" في صيدا وبيروت برئاسة رئيسة المؤسسة بهية الحريري، وجرى عرض الأوضاع العامة وشؤون المؤسسة على صعيد مختلف قطاعاتها الصحية والكشفية والرياضية والتربوية وعلى صعيد العمل الاجتماعي والتنمية المستدامة.
واستقبل الحريري المطران بولس مطر موفدا من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في حضور رئيسة مؤسسة "الحريري للتنمية البشرية المستدامة" بهية الحريري والمستشارين الدكتور غطاس خوري وهاني حمود. بعد اللقاء، أوضح المطران مطر أنه نقل إلى "الرئيس الحريري تحيات البطريرك الراعي وعرض معه الأوضاع العامة في البلاد".
كما استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للسريان الأرثوذكس المطران دانيال كورية، الذي قال على الاثر: "نحن سعداء جدا بلقاء الرئيس الحريري. وبالتأكيد، فإن وجوده بيننا يزرع الفرح في قلوب الكثيرين ويرد الأمل إلى كثير من الناس الذين افتقدوا وجوده وإرث هذه العائلة المباركة في لبنان. ولذلك، أتينا نقول له أهلا وسهلا، وقلنا له: لبنان بحاجة لك ولأمثالك، ربما كانت هناك معوقات في طريقك وطريق عملك في السابق، لكن هذه العقبات بدأت تذلل، وأنا كمطران في بيروت أستطيع أن أقول إن غالبيتنا نحب هذه العائلة عموما، وشخصك أنت خصوصا، لأنك تحافظ على إرث والدك وتحافظ على العيش المشترك وعلى كونك صمام أمان في لبنان ككل، وفي العاصمة بيروت خصوصا".
كما التقى الحريري الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية الأباتي إدمون رزق، النائب العام في الرهبانية الأباتي بيار نجم والمدبر العام الأب جان مارون الهاشم، الذي قال بعد اللقاء: "تشرفنا اليوم كرهبانية مارونية مريمية بزيارة بيت الوسط لكي نقول للحريري إن لبنان بحاجة له، هذا الوطن الذي قال عنه البابا القديس يوحنا بولس الثاني إنه الوطن الرسالة، ورسالته أن يكون بلد تلاق". أضاف: "لقد رغبنا في أن نقول للحريري إن اللبنانيين اشتاقوا له، وإن وجوده بيننا هو مبعث أمل، وقد أعطى الكثير من اللبنانيين الثقة، فتكاتف الإرادات الطيبة هو ما يخلص لبنان. كما أردنا أن نقول لدولته إن أبواب الرهبانية المارونية المريمية مشرعة لاستقباله في كل مؤسساتها، ونحن ننتظر "اليوم الحلو" الذي يعود فيه الرئيس سعد رفيق الحريري ويستقر في لبنان، لأنها ستكون علامة مضيئة وتأكيدا على أن لبنان هو الوطن النهائي لنا، ولا قوة يمكنها أن تهجرنا من هذه الأرض الطيبة".
واستقبل الحريري، وفدا من "حركة شباب لبنان" برئاسة رئيسها إيلي صليبا، الذي قال على الأثر: "التقينا اليوم كوفد من حركة شباب لبنان وهيئة الطوارئ المدنية واتحاد رجال وسيدات الأعمال في لبنان بالرئيس الحريري، وتطرقنا معه إلى التعاون والتنسيق القائم بيننا وبين تيار المستقبل منذ ما قبل عام 2016، وأكدنا أننا مستمرون على هذا النهج بالتعاون سويا في الاستحقاقات المقبلة، بناء على ما أعلنه دولته في ما خص خوض تيار المستقبل الانتخابات، وهو سيكون ممثلا للشريحة الكبرى من اللبنانيين في الاستحقاقات المقبلة". أضاف: "كما تطرقنا إلى شؤون الساعة، وتمنينا على دولته البقاء في لبنان نظرا لما يمثله، وللدور الذي يجب أن يلعبه في هذه المرحلة الحساسة القائمة. وأكد الرئيس الحريري من جهته على دعمه لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بجهودهما، فهناك فرصة سانحة لا بد أن يستغلها البلد لتحقيق الإنجازات المطلوبة".
وكذلك، استقبل الحريري وفدا من الطلاب الذين فازوا في الانتخابات الطالبية في جامعتي "رفيق الحريري" و"اللبنانية الأميركية" في بيروت وجبيل، وأهدى الطلاب الحريري الفوز الكبير الذي حققوه.
من جهته، نوه الحريري بـ"الإنجاز الذي تحقق"، داعيا إياهم إلى "التركيز على كل ما يمكن أن ينمي من قدراتهم العلمية ويطور مهاراتهم، بما يخدم مصلحة البلد، لا سيما على صعيد الذكاء الاصطناعي".
كذلك، استقبل الحريري الرئيس السابق لـ"الائتلاف الوطني السوري" رئيس "تيار الغد" أحمد الجربا وجرى البحث في الوضع في سوريا.
على صعيد آخر، تلقى الحريري سلسلة اتصالات من عدد من المسؤولين السياسيين والروحيين والاقتصاديين، لا سيما من شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى وبطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي وشخصيات، وتم استعراض آخر التطورات المحلية والإقليمية والأوضاع العامة.