تعيش بلدة ترشيش- قضاء بعبدا معركة انتخابية حامية بين لائحتين، والاثنتان تضمان العائلات في البلدة، المسيحية والاسلامية منها. يقود الاولى رئيس البلدية الحالي غابي سمعان، (لائحة ترشيش اولا) وهو عضو المكتب السياسي لحزب "الكتائب"، فيما تضمّ اللائحة الثانية (لائحة ترشيش لغد افضل) أيضاً عدداً من الكتائبيين، ولم يتقرر بعد لمن ستؤول الرئاسة فيها في انتظار نتائج الانتخابات الاختيارية، وذلك من اجل تقاسم المواقع بين العائلات.
ولا يبدو التنافس بين اللائحتين سياسيا اذ ان اللائحتين تضمان عددا كبيرا من الكتائبيين ومن "تيار المستقبل"، بالنظر الى ان البلدة هي مارونية سنية، انما يبدو التنافس عائليا وانمائيا.
فترشيش التي اعادت بناء نفسها من جديد بعد تعرضها للتدمير الكلي خلال الحرب 1977 تشكو من بنية تحتية ضعيفة، لا سيما على صعيد الطرق وشبكة المياه فضلا عن ازمة النفايات التي حولت اعلى حرج صنوبر في لبنان فيها الى مكب عشوائي. كما ان الاستغلال المفرط لمحافر الرمول شوه جبال البلدة وهدد ينابيع المياه فيها.
ويطالب الاهالي بشق طريق حيوي في البلدة يربطها بقضاء المتن، ويتيح لاهلها الوصول سريعا الى بيروت ما يوفر عليهم مسافة تزيد على عشرين كيلومترا والكثير من الوقت. وهذه البلدة الزراعية تشكو ايضا من كساد انتاجها الزراعي لاسيما التفاح ما جعل الكثير من الاهالي يهملون الاهتمام باراضيهم. كما فشلت زراعات بديلة تم الترويج لها سابقا كزراعة الكستناء.
هذا مع العلم ان ترشيش التي يبلغ عدد اهلها حوالي 4 الاف نسمة ليس فيها لا مدرسة ولا اي دائرة او مؤسسة. ويؤدي هذا الامر الى ان اهلها لا يقصدونها الا خلال الصيف. لذلك يتمنى الاهالي ان يكون برنامج عمل اللائحة الناجحة تنمويا اولا وليس سياسيا بغية تنشيط الحياة في البلدة وتشجيع الاهالي على الاستقرار فيها.