سقطت صخرة "عملاقة" من التلّ باتجاه الطريق العام الذي يربط أوتوستراد المتن ببلدة رومية. بحسب مصادر البلدية فقد كانت الطريق مقفلة وقتها بإذن من القوى الامنيّة بسبب اعمال تُقام على تلّة كان من المتوقع أن تسبب انهيارا للصخور، ولكن ما الذي يمنع من تساقط المزيد بسبب نفس المشروع او بسبب أثار الصخرة الكبيرة التي سقطت على الصخور الصغيرة في تلك المنطقة، التي تشهد عملا لأربع كسارات أيضًا.
تؤكد مصادر البلدية عبر "النشرة" أن "أشغالاً لشق طريق داخلي كجزء من مشروع انترا للافراز، تُقام في تلك المنطقة، وكنا بحاجة الى قيام اعمال على علاقة بالصخور وتكسيرها لشقّ الطريق، ما استدعى قيام البلديّة بالاتصال بالقوى الأمنية والطلب اليهم إقفال الطريق خلال وقت محدد للقيام بالاعمال اللازمة دون تعريض حياة المواطنين لأيّ خطر، مشدّدة على أن الاعمال الخطرة انتهت والطريق فُتحت والامور عادت الى طبيعتها في ذلك المكان.
إن الكلام عن عودة الأمور الى طبيعتها لا يتطابق مع آراء بعض أبناء رومية الذين عبّروا عبر "النشرة" عن تخوفهم من سلوك تلك الطريق لأن شيئا لا يضمن عدم تساقط الصخور مجددا. يقول أحد أبناء المنطقة: "كنا نعاني من أزمة السير التي يسببها مرور الشاحنات على مدار النهار على الطريق لتعبئة حمولاتهم من الكسارات، واليوم أصبحنا نعاني من رعب خلال سلوكنا تلك الطريق خوفا من الانهيارات التي من الممكن ان تتسبّب بها الكسارات أو غيرها من المشاريع التي تُقام على ذلك التلّ".
في هذا السياق، علمت "النشرة" من مصادر أن فرقا من وزارتي الزراعة والبيئة زارتا المكان لتفقّده، مشيرة الى أن احدا لم يطلب اقفال الطريق مجددا بسبب خطر تساقط الصخور. وأضافت ان "الاعمال اليوم متوقفة وطالما هي كذلك فلا خطر أبدا، وعندما تُستكمل سيتم اقفال الطريق مجددا، لأن البلدية لن تخاطر بحياة أي مواطن"، مشدّدة على أن الكسارات هي في المقلب الآخر للتل ولا تشكل خطرا على السلامة العامة.
تقودنا هذه الحادثة للتأكيد على ضرورة اتبّاع معايير السلامة العامة في أي عمل من شأنه أن يعرّض حياة المواطنين للخطر. وفي هذه الحالة يجب على البلدية التي تشقّ الطريق وتعلم أن من شأن هذا المشروع او غيره، او ربما الكسارات المحيطة بذلك المنحدر، ان يتسبب بانهيارات صخريّة، أن تقوم بحسب أحد المهندسين المختصين بإجراءات الوقاية والحماية والمبادرة لبناء حائط دعم صخري كبير يحول دون وصول الاحجار والصخور الى الطريق العام عند كل انهيار، مشيرا عبر "النشرة" الى أن الانهيارات قد تكون بفعل تقصير بشري أو بسبب حوادث طبيعيّة كالسيول، مشددا على أن المنطقة هناك تشكل منحدرا صخريا قد يكون خطرا لأي سبب من الأسباب التي ذُكرت سابقا، وبالتالي قد يكون من المفيد أن تُتخذ اجراءات الحماية، رافضا الجزم بجوابه كون المنطقة بحاجة لكشف هندسي لا يمكن للعين المجردة ان تقوم به.
إذا، تؤكد بلديّة رومية ان الطريق سليم ولا يشكل خطرا على المارّة، ولكن، كما مع كل استحقاق يبرز قلّة ثقة المواطن بالأجهزة الرسميّة، وبالتالي لا يمكن لوم المواطنين على خوفهم، في بلد قد يكون فيه تطبيق القانون بدعة.