أبدى نقيب الأطباء شرف أبو شرف، تخوّفه من إرتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في الأسابيع المقبلة، معتبرًا أنّه "رغم المؤشّرات الإيجابيّة النّاتجة عن انخفاض الأعداد في الأيّام الماضية وتراجع حالات الإستشفاء والوفيّات، وتدنّي نسبة الفحوصات الإيجابيّة، إلا أنّ لبنان يمرّ في المرحلة الرّابعة من تفشّي الوباء وهي المرحلة الأسوأ وبائيًا".
وفي حديث لـ"النشرة"، أوضح أبو شرف أنّ "تحسّن الوضع الوبائيّ في المرحلة الرّاهنة قد يكون بسبب المناعة الّتي حصل عليها جزء كبير من الشعب اللبناني جرّاء إصابته بالوباء، والتقيّد بالتّدابير الوقائيّة في بعض المناطق، بالإضافة إلى تلقّي اللّقاح وإن بنسبة محدودة حتى الآن، كلّ هذه المعطيات ساهمت في الحدّ من انتشار العدوى في المجتمع، ورغم ذلك من الواجب علينا الحذر حتّى لا نقع في فخّ التّجربة الهندية والتي لا تزال بالغة الخطورة".
ولفت أبو شرف إلى "أنّنا نتفهّم مطالبات معظم النّقابات بالعودة السّريعة إلى الحياة الطّبيعيّة، خصوصا في ظلّ الوضع الإقتصادي الصّعب، ولكن من الواجب التّنبّه إلى خطورة التّفلّت من الإجراءات الصّحية اللّازمة، فلبنان لا يحتمل المزيد من الأزمات، وبكلّ صراحة ما نشاهده في بعض المقاهي، بالإضافة إلى ما يمكن أن يحصل من تجمّعات خلال فترة الأعياد المقبلة قد ينذر بعواقب وخيمة".
وجزم أبو شرف بأنّ "لبنان مازال بعيدا عمّا يعرف بمناعة القطيع، وهي تتحقّق عندما يتحصّن 85 بالمئة من المقيمين في لبنان إمّا من خلال التقاط العدوى او تلقّي اللّقاح"، مبديًا أسفه من استمرار البطء في وتيرة التلقيح فحتّى الآن نسبة الّذين تلقّوا اللقاح في لبنان لا تتعدّى الـ8 بالمئة.
وشدّد أبو شرف على أنّ "كلّ اللقاحات الّتي تدخل إلى لبنان آمنة وفعّالة، وبالنّسبة إلى لقاح استرازينيكا فإنّ فوائده أكثر بكثير من المضاعفات القليلة الّتي قد يولّدها، مع العلم أنّ هناك إمكانيّة لتسجيل عوارض جانبيّة على كافّة اللّقاحات والأدوية في العالم".وفي حين دعا جميع اللّبنانيين إلى تسجيل أسمائهم على منصة اللقاح، أوضح أنّ "الجرعة الأولى من اللّقاح كفيلة بتحقيق 50 بالمئة من المناعة لدى الجسم، وحتّى لو تمّ التقاط الفيروس تصبح العوارض خفيفة جدًا".
من جهة أخرى، أكّد أبو شرف ضرورة عودة التلاميذ إلى المدارس في أسرع وقت ممكن وبشكل آمن مع تأمين الإمكانيّات الوقائيّة، كما والعمل على زيادة أعداد اللّقاحات للمعلّمين خصوصا في صفوف الشهادات الرسمية.
ولفت أبو شرف إلى أنّ "الدّراسات العلميّة أظهرت بأنّ الإصابات المرضيّة بين التلاميذ الّذين اكملوا دراستهم في المدارس الّتي واظبت على إعطاء الدّروس حضوريًّا، كانت أقل بكثير من التّلاميذ الّذين تابعوا دروسهم عبر التعليم المدمج في المنازل، واليوم باتت العودة ضروريّة مع تلقيح العدد الأكبر من كبار السّن، وبالتّالي لا خوف عليهم"، معتبرًا أنّ "مساوئ إقفال المدارس صحّيًا وتربويًّا، عالية جدّا، وتضاهي نسبة مساوئ عدم أخذ اللقاح ضد وباء كورونا".