رأى مكتب الادعاء التابع لنقابة المحامين في بيروت في بيان، أنه "مع حلول يوم 4 آب 2021 يطوي اللبنانيون العام الأول على وقوع جريمة العصر، وتطوي نقابة المحامين أيضا سنة متواصلة من الجهود والمتابعة الحثيثة لهذه القضية الإستثنائية التي تتابعها منذ لحظة وقوعها عبر مكتب الإدعاء الذي أنشأته النقابة وتمأسس خصيصا لهذه الغاية"، معبرة عن عدم رضاها على مسار التحقيقات وتخوف جدي من إمكان إحقاق الحق وتحقيق العدالة الكاملة في جريمة العصر.
وسجل عدة عيوب وزلات سواء في مسارات التحقيق الداخلي، أم في التعاون الدولي مع التحقيق، أم في الشق المتعلق بتعويض الضحايا وأهالي الضحايا والمتضررين، منها " إلصاق تهمة الإرتياب المشروع بالمحقق العدلي القاضي فادي صوان بمجرد أنه وسع مروحة تحقيقاته لتشمل سياسيين من رئيس وزراء حالي ووزراء سابقين أو نواب ، حتى بلغ الأمر إصدار محكمة التمييز قرارا بنقل الدعوى للإرتياب المشروع بالمحققق العدلي بذريعة واهية وهي أن المحقق العدلي تضرر منزله من جراء الإنفجار وتقاضى تعويضا عن هذه الأضرار". وأشار إلى "إستنفار أكثرية الكتل النيابية لحجب إختصاص المحقق العدلي في التحقيق مع الرؤساء والوزراء وإبقاء التحقيق معهم ضمن إطار لجنة تحقيق برلمانية والمجلس النيابي ومجلس محاكمة الرؤساء والوزراء غير المشكل أصلا. ويمكن التساؤل في هذا المجال، لماذا لم يتحرك المجلس النيابي لحظة وقوع الإنفجار لتشكيل لجنة تحقيق برلمانية، ولماذا إنتظر وصول طلب رفع حصانات عن بعض الوزراء السابقين النواب الحاليين للسير بإجراءات تصب في خانة حفظ صلاحية المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء الذي لم يمارس أية مهام قضائية في أي يوم من الأيام".
ولفت إلى ان "المحقق العدلي لا زال بإنتظار نتيجة عدة إستنابات قضائية وجهت الى السلطات القضائية في أكثر من بلد في الشرق وفي الغرب، في أوروبا كما في إفريقيا، كذلك لم يتم تزويدنا بأية صور جوية أو Satellite تظهر موقع الإنفجار خلال فترة الحريق والإنفجار أو حتى قبله أو بعده لحجج ليست مقنعة، رغم مطالبتنا حضرة الأمين العام للأمم المتحدة بذلك. وبالتالي، فلا تعاون دوليا جديا مع التحقيقات لكشف كل جوانب الحريق والتفجير اللذين وقعا في 4 آب.
وشدد على اننا "مصممون، كما في اليوم الأول، على مواكبة التحقيقات والمحاكمات حتى النهاية، حتى إحقاق العدالة الكاملة، في لبنان كما في الخارج، والإقتصاص من المسؤولين عن جريمة العصر، كل المسؤولين، ليستعيد الضحايا الأحياء، وأهالي الضحايا الذين إستشهدوا، وأهل المدينة، والمواطنون، أملهم بوطن إعتاد أن ينبعث من الرماد على مر العصور".