مع عودة فتح المدارس وإعصار النزوح الجديد الّذي يضرب لبنان مؤخراً نتيجة الازمة السوريّة وإنهيار العملة والأوضاع الأمنية والإقتصادية الصعبة، إرتفعت وتيرة الحديث عن دمج السوريين في المدارس الخاصة وفي فترة ما قبل الظهر، وهذا الأمر أثّر بشكل كبير على الأهالي الذين تنتابهم المخاوف من حدوث هذا الامر فعلياً.
تشير سينتيا (إسم مستعار) وهي والدة لفتاتين إنها تسمع كثيراً في مدرسة أولادها عن دمج للتلاميذ السوريين وأن المدرسة عليها أن تقبل ما يفوق المئة منهم حتى تحصل على المساعدة، وهذا ما لا تريده الوالدة أن يحصل هذا الاختلاط لأطفالها ويصل الى حدّ الدمج. فعلياً هذا المشهد تمدّد في المدارس الرسميّة، التي أيضاً بدورها تخضع للشروط والضغوط لاستقبال النازحين في وقت تبدو الحكومة غائبة عن الوعي خانعة راضخة لضغوط الامم المتّحدة بائعة لبنان للغرباء.
في هذا الإطار تشير مصادر مطّلعة عبر "النشرة" الى أن "عدد السوريين في المدارس بلغ حوالي 700 الف لهذا العام، إلا أن أحداً لا يستطيع أن يؤكد الآن هذا الأمر لعدة أسباب، أبرزها أن التسجيل بدأ الاثنين الماضي ولكن لا يُمكن معرفة الأعداد قبل الأسبوع الأول أو الثاني من تشرين الأول المقبل"، شارحة أن "عدد التلامذة السنة الماضية تراوح ما بين 700 الى 800 ألف في المدارس الخاصة مثلاً، 10% منهم كان من السوريين أي أن العدد بلغ حوالي 70 الى 80 ألف سوري مسجّلين، وهذا العام يختلف الوضع بشكل كامل ولا يمكن تقدير الاعداد حتى إنتهاء التسجيل ولكن قد تصل الى حدود 700 الف سوري مسجلين في المدارس رُبّما"!.
مشكلة تسجيل الطلاب السوريين ليست الوحيدة. إذ تسأل المصادر عن "سعة المدارس وهل هي مؤهلة فعلاً لاستقبال تلك الأعداد التي يُحكى عنها اليوم؟ وماذا عن المساعدات للمدارس"؟. وتشير الى أن "وزارة التربية أكدت أنها ترفض استقبال النازحين السوريين في فترة قبل الظهر وتربط فتح المدارس للسوريين في فترة ما بعد الظهر بفتح المدارس الرسمية بشكل عام وحلّ مشكلة الطلاب اللبنانيين، أي أنه وبالمختصر إذا لم تحلّ مشكلة المدارس الرسميّة فلن يتم فتحها أمام السوريين في فترة بعد الظهر".
تذهب المصادر أبعد من ذلك لتؤكد أنّ "الخطر المحدق بهذا الموضوع كبير ويحتاج الى تدارك وحل سريع خصوصاً وأن أعداد السوريين ترتفع بشكل كبير وأوضاع اللبنانيين تتهاوى والمدارس الرسمية بشكل خاص تعاني من هنا فإن المشكلة هي أكبر مما نتوقّع وقد تؤدي الى دمار كامل في المستوى التعليمي".
في المحصّلة لم يقتصر خطر النزوح السوري بالدخول الى الاراضي اللبنانية فقط أو أن يؤدي الى هجرة اللبنانيين، فهو وصل الى التعليم، بارتفاع الأعداد وهذا حكما سيؤدي الى نوع من الدمج لهم في المناهج اللبنانية، من هنا يجب ايجاد حلّ سريع لمشكلة النزوح واعادة هؤلاء الى بلادهم!.